فيينا: اكد الامين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) الدكتور عبدالله البدري أن النفط والغاز سيظلان يشكلان المصدر الرئيسي للتزود بالطاقة في العالم حتى عام 2030 على اقل تقدير.وحول اجتماع اوبك المقبل وتوجهات المنظمة نحو ابقاء سقف الانتاج دون تعديل أوضح البدري ان المنظمة ستعرض أثناء الاجتماع السنوي المقبل على وزراء نفط المنظمة معطيات السوق الاساسية من العرض والطلب بغية اتخاذ القرار المناسب بشأنها..موضحا فى الوقت نفسه انه من المبكر جدا الحديث عن القرار الذي ستتخذه المنظمة في اجتماع الاكوادور المزمع عقده في الحادي عشر من ديسمبر القادم.وحول تطلعات العراق لانتاج 12 مليون برميل في اليوم قال البدري ان quot;العراق لديه فعلا امكانات هائلة جداquot;. إلا أنه استبعد في ذات الوقت حدوث أي تغيير في مستوى طاقته الانتاجية قبل حلول عام 2014 مشيرا إلىquot;أن العراق بحاجة الى مزيد من الاستقرار يمكنه من تطوير صناعته النفطية في المستقبلquot;.وقال البدري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية على هامش تقديمه التقرير الاحصائي السنوي لمنظمة اوبك لعام 2009 ان الكتاب يمثل تصورات المنظمة لما ستشهده الصناعة النفطية العالمية في الفترة الممتدة ما بين عام 2010 وحتى عام 2030.وأشار إلى أن التقرير يغطي كافة الاأنشطة والمنجزات المتصلة بالسوق النفطية العالمية وتطوراتها من مختلف النواحي التقنية والانتاجية والتكرير والنقل والتسويق علاوة على العرض والطلب في السوق.


وحول اهمية التقرير الاحصائي السنوي لمنظمة اوبك قال الدكتور عبدالله البدري ان التقرير يقدم احصائيات بالغة الاهمية وتتسم بمنتهى الوضوح والشفافية لأنها تعتمد على ارقام وبيانات مستمدة من مصادر موثوقة في وزارات النفط والطاقة في الدول الاعضاء ومراكز الأبحاث والدارسات الاستراتيجية وشركات النفط العاملة التابعة للقطاعين العام والخاص في الدول الاعضاء في المنظمة.وفيما يتعلق بوجود بعض التباين في البيانات اوضح البدري ان التباين في أي مجال احصائي يعود الى أن الاحصاء في جوانبه يبقى تقديريا او ترجيحيا تتحكم فيه عوامل عدة بينها اختلاف طاقة الدول المنتجة اذ تمتلك بعض الدول الاعضاء احتياطا كبيرا من النفط الخام فيما تملك دولا اخرى احتياطات اقل.وأضاف ان لكل منظمة منهجها المختلف في وضع التقديرات مشددا على ان المعلومات التي تداولتها المنظمة سواء في تقاريرها الدورية الشهرية او السنوية تأتي من مصادر موثوقة جدا.وشدد على ان اوبك ومن خلال تعاونها المستمر مع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط حققت تقدما مهما في مجال توفير الإمدادات النفطية الى السوق حتى أمام أصعب الظروف والتحديات.
من جهته اكد مدير قسم الابحاث في منظمة اوبك الدكتور حسن قبازرد ان أية معلومة موجودة في السوق المتصلة بالطاقة أو الغاز أو النفط تعد مهمة جدا وتساعد على رفع الضبابية والغموض من أسواق النفط مبينا ان التقرير الاحصائي الجديد الذي اصدرته المنظمة هو محاولة جديدة من منظمة اوبك لاضفاء شفافية اكثر في سوق النفط العالمية بما يضمن مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.


وأضاف قبازرد في تصريح مماثل ان هذا الاصدار الجديد يحاكي نماذج عن مستقبل الصناعة النفطية بناء على المعطيات الموجودة من حيث النمو الاقتصادي واحتياجات الدول وطبيعة الارقام المستقبلية المتصلة بالانتاج والطلب على النفط.وفي هذا الخصوص اوضح قبازرد ان المنظمة ترى ان استثمارات الدول الاعضاء في منظمة اوبك في الصناعة النفطية على المدى المتوسط كافية لسد حاجة العالم من النفط حتى عام 2015 مشيرا في ذات الوقت الى ان المنظمة لديها ما يقرب من 140 مشروعا بتكلفة اجمالية تصل الى 155 مليار دولار تستثمر الان بهدف توفير طاقات انتاجية اضافية في دول اوبك.غير ان قبازرد اقر في ذات الوقت بوجود صعوبات تعترض اوبك لتقدير حاجتها من الخام على المدى البعيد لافتا الى ان التقديرات الحالية تفيد بأن الطاقة الانتاجية لأوبك ستكون بحلول عام 2030 ما بين 32 مليونا الى 40 مليون برميل في اليوم.وردا على سؤال حول اسباب عدم وجود رؤية واضحة للمنظمة بهذا الخصوص ارجع قبازرد ذلك الى جملة من الاسباب ابرزها السياسات المختلفة للدول المستهلكة للنفط المتعلقة بالبيئة والاقتصاد والطاقة البديلة مشيرا إلى أن المنظمة بحاجة الى ان تتضح لها بشكل افضل طبيعة السوق المستقبلية على المدى البعيد وبما يساعدها على تقدير الاحتياجات المستقبلية بشكل ادق.وأكد مدير قسم الابحاث في اوبيك في ختام تصريحه التزام اوبك بتعهداتها وتحقيق الاهداف التي انشئت من اجلها المنظمة في دعم استقرار السوق النفطية العالمية من خلال سد حاجة السوق من النفط وبأسعار تناسب المنتجين والمستهلكين