قررت الحكومة التشيكية دمج شركة الطيران التشيكية ČSA مع مطار براغ في شركة واحدة .


براغ: أعادت الحكومة التشيكية شركة الطيران التشيكية ČSA التي تمتلك 92% من أسهمها 20 عاماً إلى الوراء عندما قررت دمجها مع مطار براغ في شركة واحدة أي إعادتها إلى الوضع الذي كانت تتواجد فيه قبل عام 1990 .

وافقت الحكومة التشيكية على تأسيس شركة جديدة إسمها quot; ايروهولدينغ quot; في وقت أقصاه نهاية عام 2012 تضم الخطوط الجوية التشيكية ومطار براغ في خطوة يقول المحللون الإقتصاديون أنها إستثنائية في أوروبا وأنها تشبه ما تجري عليه الأمور في العديد من الدول النامية ولاسيما أفريقيا .

الشركة الجديدة سيكون رأس مالها نحو 30 مليار كورون أي 1,64 مليار دولار وستضم 6200 موظف وستكون مؤسسة مستقرة وقوية مالياً ترفع قيمة الجهات التي تتكون منها أي قيمة الشركة التشيكية للطيران ومطار براغ .

ويؤمن مطار براغ حالياً التابع لدولة الرحلات الجوية المباشرة لنحو خمسين شركة طيران تطير منه إلى أكثر من 100 مدينة وعاصمة في 50 دولة أما عدد المسافرين الذين يستخدمونه سنويا فيزيد عن 11 مليون أما راس ماله فهو 25 مليار كورون ويقوم الآن ببناء مدرج جديد ينتظر أن يوضع في الخدمة في عام 2014 .

وفيما يحقق المطار منذ سنوات عديدة أرباحا بالمليارات سنويا فإن شركة الطيران التشيكية تعاني من إشكالات مالية بسبب خسائرها رغم أنها تعتبر واحدة من أقدم شركات الطيران في اوروبا إذ يعود تأسيسها إلى عام 1923.

وتمتلك الشركة الآن 50 طائرة من أنواع مختلفة ، وتمتلك الدولة 92% من أسهما فيما تمتلك البقية العاصمة براغ ومؤسسة التامين التشيكية أما راس مالها فهو 5,23 مليار كورون في حين تراجع عدد موظفيها نتيجة للتسريحات الأخيرة إلى اقل من 3700 موظف .

وتشير المعطيات الأحدث عن وضع الشركة المالي إلى أنها حققت في التسعة اشهر الأولى من هذا العام ربحا قدره 125 مليون كورون غير أن هذا الربح لا يعود إلى الأداء الاقتصادي الناجح لها وإنما لبيعها العديد من ممتلكات الشركة ومنعها طائرات وأراضي بقيمة وصلت إلى 1,5 مليار كورون .

وتعترف إدارة الشركة بأن خسائر التشيكية للطيران لو لم تقم بيع بعض ممتلكاتها هذا العام ستكون 1,39 مليار كورون في نهاية الشهر التاسع من هذا العام أي أن هذه الخسارة سكون أقل بمقدار النصف عما كان عليه وضع الشركة قبل عام .

وكانت إدارة الشركة تتوقع أن تكون خسارة الشركة في نهاية الربع الثالث من هذا العام 372 مليون كورون غير أن الإشكالات التي حدثت بالصلة مع البركان الأيسلندي وتراجع نسبة الحجوزات على متن رحلاتها إلى 70% جعل أرباحها تنخفض .

وعلى خلاف الوضع العام الماضي فان الشركة لم تعد تواجه الآن إشكالات في موضوع السيولة المالية نتيجة لبيعها ممتلكاتها ومنها بيع عقارات لها للمطار قيمتها مليار كورون الأمر الذي جعل الدولة ترتاح قليلا من موضوع مساعدتها لها ماليا

ويرى المحلل المالي لشركة تسيروس يان بروخازكا أن quot; التعايش quot; الذي سيتم بين التشيكية للطيران وبين مطار براغ هو عمليا مساعدة يقدمها الشقيق الأقوى لإنقاذ الشقيق الأضعف غير أن المطار سيستفيد أيضاً من هذا الآمر لأنه ليس من مصلحته انهيار الخطوط الجوية التشيكية التي تؤمن له نحو 50% من المسافرين عبره .

ويرى الناطق بإسم وزارة المالية التشيكية اوندرجيه ياكوب بان المشروع الجديد سيمول نفسه ذاتيا وسيشكل مساهمة في ميزانية الدولة ,وكانت الدولة قد أرادت العالم الماضي بيع التشيكية للطيران غير أنها لم تحصل سوى على مبلغ مليار كورون من شركة الطيران تريفيل سرفيس الأمر الذي رفضته .

و لا تخفي شركة تريفيل غضبها من هذا المشروع الجديد واصفة إياه بأنه فضيحة ترتكبها الحكومة وان التفسير الوحيد لهذا القرار الحكومي هو أنه محاولة أخيرة يائسة لحماية التشيكية للطيران من الإنهيار معربة عن دهشتها من إتخاذ هذا القرار الذي سيعني حسب رأيها ضخ المزيد من الأموال الحكومية إلى شركة تنتقل من خسارة إلى أخرى في الوقت الذي تحاول الحكومة ضغط النفقات عن طريق تخفيض الرواتب وتسريح الموظفين .

و لا تستبعد شركة الطيران المنافسة هذه من التقدم بشكوى إلى المفوضية الأوربية بهذا الِشأن ، غير أن وزارة المالية التشيكية تؤكد بأن هذا الخطوة تتوافق تماماً مع قوانين المنافسة الأوربية .