انتعش قطاع النقل الجوي بصورة فاقت سرعتها جميع التوقعات. مع ذلك، يبقى اللون الأحمر يلف الأجواء الأوروبية بصورة شبه محكمة.

برن (سويسرا):بالنسبة للعام الحالي، يتوقع الخبراء أن تصل أرباح شركات الطيران، حول العام، الى حوالي 9 بليون دولار. ما يعني أنها حققت قفزة سريعة مقارنة بالتوقعات السابقة، التي رست على حوالي 3 بليون دولار فقط. بالنسبة للعام القادم، فان التوقعات لا تنسب الى هذه الأرباح أكثر من 5 بليون دولار. ومهما كانت تقلبات هذه الأرباح، تحاول شركات الطيران، التي تتخذ من المطارات السويسرية محوراً رئيسياً لأعمالها الحد من موجات تسريح الموظفين، من جهة، وارسال الموظفين القدماء الى سن التقاعد بهدف استبدالهم بقوى شبابية طازجة، من جهة أخرى.

بالنسبة للمسافرين، في الدرجة الأولى، فان أعدادهم عادت الى ما كانت الحال عليه، تقريباً، قبل الأزمة المالية التي أطلت علينا في عام 2008. آلياً، فان ارتفاع عدد المسافرين الأغنياء منوط بزيادة في معدل أرباح الشركات العالمية. في الوقت الحاضر، يشهد مردود قطاع النقل الجوي المدني، بأوروبا، زيادة بنسبة 7 في المئة مقارنة بالعام الفائت. أما قطاع نقل السلع، جواً، فان أرباحه قفزت العام حوالي 8 في المئة.

في سياق متصل، يشير الخبير quot;شتيفان ناتوليquot; في شركة quot;هيلفيتيكquot; للطيران، التي تدير رحلات جوية الى ايطاليا وأسبانيا والبرتغال والمغرب، التابعة لشركة سويس والتي بدأت تنشط في قطاع النقل الجوي ذو الأسعار المخفضة، الى أن مستوى الكساد الاقتصادي قد يؤثر على أرباح الشركات، في العام القادم. بالنسبة لمعدلات البطالة المرتفعة وتراجع ثقة المستهلكين فانها ستؤثر مباشرة على حركة النقل الجوي في كل من أوروبا وأميركا الشمالية. وفي حال زادت قوة الفرنك السويسري أمام اليورو والدولار الأميركي، الى حد أبعد، فان المسافرين السويسرين سيتشجعون أكثر من أي وقت مضى للقيام برحلات سياحية، قصيرة المدى، الى الخارج. ما يدعم موازنات كافة شركات النقل الجوية الوطنية. على صعيد حركات تنقل السلع والمدنيين معاً، جواً، فان آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية قد تنتعش أكثر من غيرها، في العام القادم. بيد أن هذا الانتعاش غير قادر على دعم النمو العالمي، لقطاع النقل الجوي، في عام 2011.