تشهد أسواق القاهرة التجارية رواجًا نسبيًا في الأيام الحالية، فقد أنعشت فترة أعياد الميلاد حركة البيع والشراء والعروض التسويقية في محال الهدايا والملابس بعدما كان الركود التام يغلب عليها، وأقبل المصريون على شراء الثياب وشجرة العيد والدمى، وعلى رأسها دمية quot;بابا نويلquot; الشهيرة.


القاهرة:جالت quot;إيلافquot; في بعض أسواق القاهرة التجارية، ولمست حالة الرواج النسبي التي تشهدها، فقد توافد المئات على محال الملابس لشراء كسوة العيد، وكانت الغالبية منهم من الأقباط، ولكن أيضًا كان هناك عدد كبير من المسلمين، الذين يحتفلون برأس السنة، باعتبارها حدثًا غير ديني.

كل هذا يحدث رواجًا في الأسواق لكل من يقدم هذه السلع والخدمات، ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن الرواج الذي تشهده السوق لا يعني زيادة الدخل أو تحسنه، إنما هو يأتي من مدخرات سابقة، تخصصها الأسرة المصرية لمناسبات كتلك.

يقول محمود جمال بائع في أحد محال الملابس الشهيرة في منطقة وسط البلد إن quot;هذه الفترة من السنة دائمًا ما تشهد رواجًا، وإن كان الرواج الذي نتحدث عنه نسبيًا بعض الشيء، ولأنه جاء بعد فترة ركود كبيرة لسوق الملابس خاصةquot;. ويضيف جمال أن معظم الزبائن الذين يقبلون على المحل للشراء هم من الأقباط، فهذه الفترة فيها أهم الأعياد لديهم، وتقابل فترة عيد الفطر والأضحى لدى المسلمين.

كذلك فهناك عدد كبير من المسلمين الذين يشترون كسوة الموسم في هذه الفترة، خاصة لأن التنزيلات والعروض الشتوية قد بدأت بالفعل في عدد من المتاجر.

يوضح أندرو سعد quot;نحن كأقباط نستعد في هذه الفترة من العام للأعياد، فلا يوجد قبطي واحد في مصر لا يشتري الملابس الجديدة والهدايا. ولفت أندرو إلى أن أسعار الملابس مرتفعة بشكل كبير عن الشتاء الماضي، حيث إن القميص مثلاً الذي كان يبتاع في العام الماضي بـ 70 و80 جنيهًا تخطّى سعره 120 جنيهًا، وهي زيادة كبيرة جدًا، قد تحول المستهلك دون شراء كل ما يريد.

أما محمد منصور ndash; مهندس مصري يبلغ من العمر 40 عامًا - فقال لـquot;إيلافquot; إنه يستغل فترة الاستعداد لرأس السنة الميلادية ويتسوق خلالها ما يريد من المنتجات لأن العروض التسويقية تزداد في تلك الفترة، لكنه اشتكى هو الآخر من ارتفاع سعر الملابس. وأكد أنه أشترى نصف الذي كان ينوي شراءه نظرًا إلى غلاء الملابس بصورة مبالغ فيها ndash; على حسب وصفه.

محال الهدايا كان الإقبال عليها قليلاً بعض الشيء مقارنة بالملابس، بالرغم من إجماع المستهلكين وأصحاب المحال على انخفاض أسعار الهدايا. وجاء الطلب على دمية بابا نويل وشجرة عيد الميلاد أكثر من غيرهما، وترواحت أسعار الدمية من 20 إلى 100 جنيهًا حسب الحجم.

يبدأ سعر شجرة الكريسماس من 15 جنيهًا للحجم الأقل لتصل إلى 120 جنيهًا للشجرة الكبيرة. وأشار محمد أبو عرب صاحب مجموعة محال تجارية إلى أن الأسعار انخفضت بنحو 25%، خصوصًا بالنسبة إلى هدايا عيد الميلاد. هذا الانخفاض أحدث إقبالاً على الشراء أكبر من العام الماضي بنسبة تفوق 50 %. اتفقت سهير عدلي مديرة التسويق لشركة هدايا كبرى مع الرأي السابق في زيادة نسبة المبيعات عن العام الماضي، مرجعة ذلك إلى تعافي الاقتصادي المحلي من الأزمة العالمية وانخفاض الأسعار بشكل معقول، جعل من الممكن على الطبقات المختلفة شراء هدايا العيد.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبد العظيم إن فترة أعياد الميلاد تعد فترة إنفاق موسمية على أساس أنه في هذه المناسبة بنود معينة وخاصة يتم الصرف والإنفاق عليها كالهدايا الخاصة برأس السنة والأدوات المكتبية الدعائية التي تهديها الشركات والبنوك لعملائها، إضافة إلى الهدايا العينية ورسائل الـ SMS الخاصة بالمعايدة واحتفالات الفنادق والمنشآت السياحة.