تشهد الأسواق المغربية رواجًا اقتصاديًا استثنائيًا في احتفالات رأس السنة الميلادية، وبدأت الفنادق والمحال التجارية ترتدي حلة غربية بأشجار عيد الميلاد،استعدادًا لاستقبال زبائنها.


الدار البيضاء: تسارعت وتيرة النشاط التجاري في محال المغرب ومتاجرها، مع اقتراب الاحتفال بنهاية السنة الجارية، واستقبال أخرى جديدة. فشهدت محال بيع الألبسة، والمجوهرات، وغيرها إقبالاً كثيفًا، بعدما عمدت هذه الأخيرة إلى جلب quot;موديلاتquot; جديدة، خصيصًا لهذه المناسبة، التي تحقق فيها أرباحًا مهمة.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل دفعت حدة التنافس إلى تخفيض الأسعار بالنسبة إلى بعض المنتوجات، في محاولة لبيع نسبة كبيرة من بضائعهم المستوردة. خلال جولة لـquot;إيلافquot; في بن عمر في منطقة المعاريف في الدار البيضاء، وقفت على حجم الحركة التجارية في المحال، التي تحاول الظفر بأرباح استثنائية.

إقبال وquot;موديلاتquot; جديدة
تقاطرت الأسر أخيرًا على المحال الكبرى في المعاريف لاقتناء quot;موديلاتquot; جديدة لماركات عالمية، سواء في ما يتعلق بالألبسة، أو المجوهرات، وغيرها، مما يصلح أن يقدم هدايا بمناسبة رأس السنة الميلادية.

في هذا الإطار، قالت سناء لويزي، بائعة في محل للألبسة في شارع المسيرة، quot;جلبنا موديلات جديدة لمختلف الأعمار، وللجنسين معًا، ولكل زبون هناك ما يناسب قدراته الماليةquot;، مشيرة إلى أن quot;حركة البيع ارتفعت وتيرتها في هذا الأسبوعquot;. وأوضحت لويزي، لـquot;إيلافquot;، أن quot;بعض المنتوجات خضعت للتخفيضquot;، مبرزة أن quot;الألبسة النسائية الأكثر مبيعًا حاليًا، مقارنة مع الرجاليةquot;.

ليست الملابس وحدها التي تنتعش سوقها تزامنًا مع هذه المناسبة، بل حتى محال بيع الساعات، والمجوهرات، والنظارات، وغيرها، تكون حاضرة في هذه الحركية.

يقول أمين الفاسي، صاحب محل لبيع الساعات، quot;غالبية زبنائنا من الرجال، الذين يحاولون تقديم هدايا ثمينة إلى زوجهاتهمquot;، مشيرًا إلى أنه quot;رغم ارتفاع أسعارها، إلا أن الإقبال عليها لا بأس بهquot;.

وأكد أمين الفاسي، لـquot;إيلافquot;، أن quot;الأسعار تبدأ من 1500 درهم (177 دولار)،فما فوقquot;، مضيفًا أنه quot;حقق أرباحًا جيدة في الأيام القليلة الماضية، بعدما نجح في إبرام صفقات مهمةquot;.

النار تشتعل في شجرات أعياد الميلاد
شبّت نيران غلاء الأسعار، حتى في أشجار عيد الميلاد، التي تراوحت أسعارها بين 150 درهم (18 دولارًا) و350 درهم (42 دولارًا) للواحدة. غير أن هذه الأسعار لا تشكل عبئًا بالنسبة إلى الأسر الميسورة، التي تعد الزبون الأول لها، والتي تفتح أبواب مدخول لا بأس به لبعض العائلات الأخرى.

هذا النشاط الموسمي أدى إلى اكتظاظ جنبات عدد من المناطق التجارية بأشجار الأعياد، التي تنتصب في الهواء الطلق، على امتداد أحد أرصفة الراجلين، كما هو الحال في بن عمر، لغياب محال خاصة بها، على اعتبار أن رواجها لا يكون إلا في هذه الفترة من السنة.

يوضح سمحمد (ر) أن quot;هذه الأسعار عادية، وكل شخص يقتني ما يناسب جيبه، إذ إن هناك أشجارًا لا يتجاوز ثمنها 150 درهمًا (18 دولارًا). أما الممتاز منها والطويل فيصل سعره إلى 350 درهمًا (42 دولارًا) فما فوقquot;. وأشار سمحمد، لـ quot;إيلافquot;، إلى أن quot;حركة البيع ما زالت بطيئةquot;، متوقعًا أن quot;ترتفع وتيرة الاقتناء في بداية هذا الأسبوعquot;.

تزامنًا مع ذلك، تلجأ الأسر إلى اقتناء كرات حمراء صغيرة، وشرائط ملونة، وأكاليل الورد المجفف والمذهب، ومجسمات صغيرة لبابا نويل، بهدف التزيين، الذي لم يعد يكلف كثيرًا، خصوصًا بعدما دخلت المنتوجات الصينيّة على الخط.

محال بيع الشكولاتة بدورها لها نصيب من كعكة الأرباح، إذ إن أسعارها ارتفعت لدرجة أن ثمن 250 غرامًا بلغ حوالى 200 درهم (24 دولارًا).

سعاد بزكيري، بائعة في محل شوكولاتة في زنقة السوق في المعاريف، تؤكد أنه quot;في هذه الفترة تكون الحركة اسثنائية، خصوصًا في اليومين الأخيرين، قبل دخول السنة الجديدةquot;، مشيرة إلى أن quot;الاستعدادات كانت جيدة، كما إننا اعتمدنا أشكالاً جميلة في تغليف منتوجاتنا، حتى تقدم كهداياquot;.

وأوضحت سعاد، لـquot;إيلافquot;، أن quot;منتوجنا ماركة عالمية، وزبائننا من عشاق الشكولاتة الرفيعةquot;، لافتة إلى أن quot;الوتيرة تزداد شيئًا ما خلال هذه الفترة، لكننا نتميز بأن لدينا زبائن دائمينquot;.

المخابز كذلك تتفنن في صنع حلويات بأشكال وألوان مختلفة، علمًا أن الأسر، سواء كانت ميسورة أو فقيرة، لا تتردد في اقتنائها احتفالاً بحلول السنة الجديدة. ويصل الحد الأدنى لحلوى رأس السنة 120 درهمًا (15 دولارًا)، وقد تصل إلى أسعار جد مرتفعة، حسب الطلب.

تسابق على الفنادق

لم تدع الفنادق والمطاعم هذه المناسبة تمر، من دون أن تعسى إلى تقديم عروض قد تكون وراء جذب أكبر عدد من الزبائن، علمًا أن مجموعة لا بأس بها من المغاربة والأجانب، تقضي ليلة رأس السنة في العلب الليلية، والمطاعم الفاخرة، والفنادق.

ويسجل إقبال كثيف جدًا على الفنادق والمطاعم في المدن السياحية، كمراكش، وأكادير، وطنجة، والجديدة، والدار البيضاء، ومدن أخرى، وهو ما يدفع عددًا من الأجانب والمغاربة إلى حجز غرف، على بعد أسابيع من حلول رأس السنة الميلادية.

وتشهد الأسعار ارتفاعًا، إذ إن ثمن الغرف يبدأ من 1000 دهم (118 دولارًا)، كحد أدنى فما فوق، علمًا أن مجموعة من المشاهير، يشترطون ضمان سرية عدم كشف وجودهم في فنادق المغرب، حتى لا تلاحقهم عدسات الصحافيين، لكونهم يريدون قضاء هذه المناسبة برفقة عائلاتهم وأصدقائهم في هدوء.

وتتوقع مصادر فندقية أن يتقاطر الأجانب على المغرب لقضاء المناسبة في هذا البلد، لكون الأحوال الجوية في أوروبا سيئة للغاية، وتشهد تساقطًا كثيفًا للثلوج. وأوضحت المصادر أن الفنادق تستعد للكشف عن برنامجها لرأس السنة، والمطربين الذين سينشطون السهرات التي ستنظم بالمناسبة.

في هذا الإطار، يشير أديب عبد السلام، محلل اقتصادي، إلى أن quot;هذه الفترة تشهد إقبالاً كبيرًا على تقديم الهدايا، وشراء عدد من الممتلكات، واقتناء الحلويات، وقضاء ليال في الفنادقquot;.

وأوضح عبد السلام، لـquot;إيلافquot;، أن quot;رأس السنة تشهد حركية كبيرة في البيع والشراء، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصادquot;، مبرزًا أن quot;عددًا من المنتوجات، التي يكون بعضها راكدًا طيلة السنة، تجد طريقها إلى البيعquot;.

ولفت إلى أن quot;السياحة تكون من بين القطاعات المستفيدة بشكل كبير من هذه المناسبة، خاصة السياحة الداخليةquot;، مؤكدًا أن quot;نسبة من الأجانب سيفضلون التوجه إلى المغرب، هربًا من سوء الأحوال الجوية في بلدانهمquot;.