لا يعتبر المحللون ما يحصل في شركة quot;لوفتهانزاquot;، منذ يوم أمس، quot;ضجةquot; كلاسيكية، هندستها نقابات العمال، إنما ثورة، قد ينتقل فيروسها إلى شركات طيران أوروبية أخرى قريباً، ترمي إلى انتزاع زيادة في المعاشات، مهما كان الثمن. كما إن هذه الزيادة لم تُخطط كي تشمل موظفي الشركة في ألمانيا، إنما في الفروع كافة، الألمانية والخارجية. من جانب آخر، فان تحركات لوفتهانزا لنقل الوظائف إلى الخارج، من جراء تكلفة العمل الأدنى لدى فروعها في الخارج، لا تبشّر بالخير أبداً للمستقبل.

طلال سلامة من برن (سويسرا): هذا ونمت لوفتهانزا كثيراً، في السنوات الأخيرة، إلى أن أصبحت ثاني أكبر شركة طيران أوروبية للنقل المدني. علاوة على ذلك، فإنها أقدمت على شراء شركات أخرى، كما quot;سويسquot; (شركة الطيران الوطنية السويسرية) وquot;أوستريان إيرلاينزquot; النمساوية وquot;بوسيلز إيرلايزquot; البلجيكية وquot;بريتيش ميدلاندquot; البريطانية.

كما قامت بتأسيس فرع لها في إيطاليا هو quot;لوفتهانزا إيتالياquot;. يذكر أن نقل الوظائف إلى الخارج، بهدف قطع تكاليف العمل والمعاشات، الذي تقوده لوفتهانزا مشابه لما تفعله شركات ألمانية أخرى، كما quot;سيمنزquot; وquot;بي ام دبليوquot;، التي هربت بالإنتاج إلى الخارج لتخفيض التكاليف.

بالطبع، فإن استراتيجية النمو، في شركة لوفتهانزا، طموحة جداً ومتعددة الجوانب. في حين تراهن شركة quot;إيرفرانسquot; على محور واحد، لتوسيع نشاطاتها، هو مطار quot;شارل ديغولquot; الدولي في باريس، وقررت إدارة لوفتهانزا الاعتماد على أكثر من محور، هي مطارات فرانكفورت وميونيخ في ألمانيا، وزوريخ في سويسرا، وquot;مالبينساquot; في إيطاليا.

موظّفو الخطوط الجوية البريطانية يؤيدون الإضرابات

لوفتهانزا ترفع دعوى قضائية لوقف إضراب طياريها

إضراب لطيّاري لوفتهانزا سيكلّف الشركة 100 مليون يورو

لذلك، لا يستغرب المحللون أن تسعى إدارة لوفتهانزا إلى التمتع بأيد حرة، تستطيع من خلالها صوغ عقود العمل، وفق quot;مزاجهاquot; التجاري الخاص. مع ذلك، تحاول سويسرا تجاهل أزمة لوفتهانزا، عن طريق اللجوء إلى بدائل جوية وبرية. فبعد إلغاء 27 من أصل 39 رحلة، كان من المقرر لشركة quot;لوفتهانزاquot; إنجازها، من مطاري جنيف وزوريخ إلى ألمانيا، أمس، سارعت شركة quot;سويسquot; (Swiss) الوطنية، التابعة للوفتهانزا، إلى زيادة عدد الرحلات الجوية، بين سويسرا وألمانيا، بنسبة 15 إلى 20 %، وذلك للتعويض عن عدد الرحلات، المقرر إلغاؤها لغاية يوم الخميس المقبل، التابعة للشركة-الأم quot;لوفتهانزاquot;. وستستعين شركة quot;سويسquot; بطائرات بوينغ كبيرة الحجم، لاحتواء وتسهيل وصول أكبر عدد ممكن من المسافرين إلى ألمانيا.

في موازاة ذلك، تتحرك شركتا سكك الحديد، الألمانية (دويتش بان) والسويسرية (سويس بان)، لتكثيف حركة القطارات التي تربط البلدين. ما يتيح للمسافرين ذهاباً واياباً إيجاد بديل آخر غير سريع، كما سرعة الانتقال بالطائرات، إنما quot;مقبولquot;. ولغاية يوم الخميس المقبل، فإنه من المتوقع أن تجني بدائل النقل المطروحة، من جانب شركة quot;سويسquot; الوطنية للطيران وشركتي سكك الحديد، الألمانية والسويسرية، ما مجموعه عشرة ملايين فرنك سويسري، أي عشر ما ستخسره quot;لوفتهانزاquot; في غضون أربعة أيام فقط.