باريس: تعرضت فرنسا اليوم لحالة من الإرباك، بسبب سلسلة إضرابات متفرقة في القطاعين العام والخاص، على خلفية دعوة نقابات عمال كبرى إلى اتخاذ إجراءات لتحسين فرص العمل ووقف إصلاح مقرر لنظام التقاعد.

وأوضحت الهيئة الوطنية للنقل أنه جرى تشغيل خدمات السكك الحديدية بما يترواح بين 50 % و100 % تقريباً من قدراتها، فيما لم تتأثر تقريباً وسائل النقل في باريس، باستثناء بعض خطوط الضواحي. ويتوقع أن تنتشر المظاهرات في أنحاء فرنسا كافة اليوم، حيث من المقرر تنظيم حوالي 80 احتجاجاً في مختلف أرجاء البلاد.

وإضافة إلى النقل، جرت دعوة المعلمين في القطاع العام إلى خوض الإضراب بجانب موظفي خدمات رعاية الطفل والعديد من قطاعات الخدمات الحكومية. وتدعو النقابات الرئيس الفرنسي إلى اعطاء دفعة جديدة للاقتصاد، بعد إدراجه عدداً من الإصلاحات الاقتصادية والمالية، التي شكّلت مصدراً لقلق النقابات، التي تقول إن الإصلاحات لا تخدم سوى الأغنياء فقط.

وبلغت نسبة البطالة في فرنسا ما يقرب من 10 %، وأصبح العجز في الميزانية العامة خارج نطاق السيطرة، وسط حالة من عدم الرضى عن إدارة الاقتصاد، لكن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون قال اليوم إن الأزمة الاقتصادية والمالية في الفترة 2008-2009 مسؤولة عن المأزق الذي تعيشه فرنسا إلى حد كبير.

وتأتي الإضرابات بعد يومين فقط من تلقي المحافظين بزعامة ساركوزي هزيمة فادحة في الانتخابات الإقليمية التي أجريت يوم الأحد الماضي، ولم يحصلوا فيها سوى إلا على 36 % من الأصوات مقابل 54 % لتحالف اليسار المعارض.