يواصل اليورو هبوطه أمام الدولار الأميركي باستمرار، منذ ثلاثة أسابيع تقريباً. هاهو اليوم يصل الى ما دون 1.34 دولار ما بدأ يطرح تساؤلات عدة حول مدى فاعلية الاتفاقات الكلامية التي تم ابرامها في القمة الاقتصادية الأوروبية ببروكسل.

برن: نجحت القمة الاقتصادية الأوروبية ببروكسل في تفادي اعلان افلاس اليونان. بيد أن مصير العملة الأوروبية الموحدة ما زال مجهولاً وثمة من يؤمن بأن الاقتصاد الأوروبي سيسير مستقبلاً على سكتين حديديتين متناقضتين. الأول نحو شمالها الغني، بقيادة ألمانيا، والثاني نحو جنوبها الفقير بقيادة ضيف مزعج، هو اليونان. ومهما كانت المساعدات المقدمة الى اليونان، ومن ضمنها تلك المعروضة من صندوق النقد الدولي، الذي ما زال خبرائه يعرضون على أثينا استشارات مالية نظرية حصراً، فانها لن تتحرك قبل اعلان حكومة أثينا عجزها عن تحصيل أي مردود من أسهمها وسنداتها المعروضة للبيع، في الأسواق الدولية.

في سياق متصل، يشير الخبير المالي quot;دينو تيرليتسيquot;، من مصرف سويسرا الوطني (Bns)، لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن هبوط اليورو أمام الدولار الاميركي سببه الأول كثرة الكلام ونقص الأفعال لدى رؤوساء دول الاتحاد الأوروبي. ما تسبب في احداث بلبلة ذهب ضحيتها اليورو. في الواقع يرى الخبير المالي تيرليتسي أنه يوجد اليوم سباق، غريب انما خطر، بين أكبر أربع عملات متداول بها عالمياً هي اليورو والدولار والجنيه الاسترليني والين الياباني. اذ تتصارع هذه العملات، بعضها بعضاً، كي تخسر أكبر قدر ممكن، من حيث القيمة، ازاء العملات الرئيسية الأخرى.

منذ بداية العام، خسر اليورو 5.9 في المئة من قيمته أمام الدولار الأميركي. وفي حال رست قيمة اليورو على 1.3433 الى 1.35، طوال الأسبوع القادم، فان احتمال تراجعها، حسب الخبير تيرليتسي، الى 1.31 مقابل الدولار الأميركي وارد جداً! علاوة على ذلك، فان لعبة المضاربات والرهانات، في قطاع تداول العملات، باتت معقدة أكثر من أي وقت مضى. ما لا يضمن نجاح أي استراتيجية استثمار، في هذه المضاربات، حالياً. ويعزي الخبير تيرليتسي غياب الثقة، في قطاع الاستثمارات، الى الضباب الذي يحيط المساعدات لليونان واحتمال انقسام منطقة اليورو الى نصفين.