تراجعت أرباح شركات قطاع الاتصالات الخليجي العام الماضي تراجعًا طفيفًا، وساهم قطاع الاتصالات السعودي بما نسبته 37.58 % من إجمالي أرباح القطاع الخليجي. وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية، حيث بلغت نسبة مساهمة شركتها 32.40 %.

الكويت - إيلاف: شهد العام 2009 تراجعًا هامشيًا في ربحية شركات قطاع الاتصالات الخليجي. حيث تراجعت الأرباح المجمعة للشركات العاملة في القطاع في السنة المالية 2009 بنسبة 1.86 %، وبلغت 7.64 مليار دولار أميركي في العام 2009 مقابل 7.79 مليار دولار أميركي في العام 2008. وتتضمن دراسة أجراها بيت الاستثمار العالمي quot;غلوبلquot; 11 شركة اتصالات مدرجة خليجيًا، 3 منها في السعودية، و2 في الكويت، و2 في الإمارات، و2 في قطر، و1 في عُمان و1 في البحرين.

ومن ضمن تلك الشركات التي خضعت للدراسة، يلاحظ تقرير غلوبل أن شركتين منهما قد سجلتا تراجعًا في ربحيتهما، في حين عمقت شركتان خسائرهما السنوية بنهاية العام 2009. من جهة أخرى، تمكنت 7 شركات من تحقيق نمو في أرباحها بنهاية العام.

أداء الربع الأخير
وفي ما يتعلق بالأداء الفصلي، فقد تراجعت أرباح قطاع الاتصالات الخليجي بنسبة 5.36 % في الربع الرابع من العام 2009، مقارنة بالربع الثالث من العام 2009. في حين تحسنت أرباح الربح الرابع للعام 2009 بنسبة 38.8 % مقابل نتائج الربع الرابع من العام 2008 (باستثناء شركة فودافون قطر، نظرًا إلى عدم توافر نتائج فترة المقارنة).

السعودية
أما على صعيد الدول، فقد ساهم قطاع الاتصالات السعودي بما نسبته 37.58 % من إجمالي أرباح قطاع الاتصالات الخليجي، بحسب غلوبل، ببلوغ الأرباح المجمعة للشركات السعودية الثلاث المدرجة ضمن قطاع الاتصالات ما قيمته 2.87 مليار دولار أميركي. هذا وقد ارتفعت الإيرادات المجمعة لشركات الاتصالات السعودية بنسبة 14 % في العام 2009، نتيجة لارتفاع مبيعات العمليات الخارجية، والطلب المتزايد على خدمات الانترنت السريع وخدمات الهاتف النقال.

حيث حققت شركات الاتصالات إيرادات إجمالية تقدر بحوالي 67 مليار ريال سعودي (17.9 مليار دولار)، وذلك مقابل 58.8 مليار ريال سعودي في العام 2008، وذلك وفقًا لنشرة حديثة صادرة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. كما أشارت النشرة إلى بلوغ عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة إلى 44.8 مليون مشترك بنهاية العام 2009 مقابل 36 مليون مشترك في العام السابق. كما تضاعف الطلب على خدمات النطاق العريض، ليصل إلى 2.75 مليون مشترك. في حين بلغ إجمالي إيرادات العمليات الخارجية لشركات الاتصالات السعودية ما قيمته 14.5 مليار ريال سعودي في العام 2009 مقابل 9.5 مليار ريال سعودي في العام 2008.

الإمارات
وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية، حيث بلغت نسبة مساهمة شركتي الاتصالات الإماراتية إلى الأرباح المجمعة لشركات الاتصالات الخليجية ما نسبته 32.40 %. ويوضح التقرير أنّ شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة quot;دوquot; سجلت أعلى نسبة نمو في أرباحها السنوية مقارنة بالشركات المثيلة المتضمنة في هذه الدراسة. حيث قفزت أرباح الشركة بنسبة 6.304.56 % مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، نتيجة لزيادة عدد مستخدمي الهاتف النقال. وخلال العام، قامت دو بإضافة 1.01 مليون عميل ليبلغ بذلك إجمالي عدد المشتركين النشطين 3.47 مليون مشترك، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة عثمان سلطان، في سياق تعليقه على النتائج المالية للشركة خلال العام 2009.

الكويت
في الكويت، تشير غلوبل إلى أن شركة زين أعلنت عن تراجع أرباحها السنوية بنسبة 39.4 % وصولاً إلى 195 مليون دينار كويتي (675.20 مليون دولار أميركي) مقابل 322 مليون دينار كويتي (1.117.25 مليون دولار أميركي) في العام السابق. هذا وقد تراجعت ربحية السهم لتصل إلى 51 فلس في العام 2009 مقابل 88 فلسًا في العام 2008. وبالنسبة إلى نتائج الربع الرابع من العام 2009، فقد أعلنت زين عن تحقيق خسائر بقيمة 0.7 مليون دينار كويتي (2.4 مليون دولار أميركي) مقارنة بتحقيق أرباح بقيمة 86.8 مليون دينار كويتي في العام السابق.

في حين بلغت إيرادات الشركة خلال العام ما قيمته 2.32 مليار دينار كويتي، بنمو بلغت نسبته 15.7 % مقارنة بالعام السابق. وفي سياق تعليقه على نتائج الشركة، ذكر أسعد البنوان رئيس مجلس إدارة مجموعة زين quot;أن السنة المالية الماضية كانت هي الأصعب على الإطلاق، وكان التحدي الأكبر متمثلاً في التقلب الحاد في أسعار العملات، الذي كلّف زين مبالغ مالية تقدر بحوالى 38 مليون دينارquot;.

حيث منيت زين بخسائر من عملياتها في أفريقيا خلال العام، والتي قامت الشركة ببيعها لاحقًا في العام 2010. وقد وقّعت زين اتفاقية نهائية لبيع أصولها في أفريقيا ndash; باستثناء المغرب والسودان ndash; في 30 مارس/آذار 2009، لشركة بهارتي أيرتل الهندية مقابل 10.7 مليار دولار أميركي، محققة ربحًا صافيًا بقيمة 3.3 مليار دولار أميركي، والذي سوف يتم إدراجه ضمن قوائم الشركة المالية للربع الثاني من العام 2010.

من جهة أخرى، عمقت كل من شركة زين السعودية وفودافون قطر خسائرهما بنهاية العام 2009. حيث ارتفعت خسائر زين السعودية لتصل إلى 826.13 مليون دولار أميركي في العام 2009، مقارنة بخسائر بلغت قيمتها 607.25 مليون دولار أميركي في العام 2008. في حين تمكنت الشركة من تقليص خسائر الربع الرابع من العام 2009 بنسبة 29 %، لتصل إلى 657 مليون ريال سعودي (175.2 مليون دولار أميركي) مقارنة بالعام السابق، وذلك نظرًا إلى ارتفاع عدد المشتركين وربحية باقات الخدمات المعلوماتية التي تقدمها الشركة.

أما بالنسبة إلى شركة فودافون قطر، التي كسرت بدخولها السوق القطري احتكار شركة كيوتل، فيلفت التقرير إلى أنها أعلنت عن تسجيل خسائر بقيمة 136 مليون دولار أميركي، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2009، مقابل خسائر بقيمة 10.96 مليون دولار في الفترة المماثلة من العام السابق (تنتهي السنة المالية للشركة في 31 مارس، وتمتد فترة المقارنة ما بين 23 يونيو/حزيران و31 ديسمبر/كانون الأول 2008).

ويذكر التقرير أنه في مارس 2010، منحت هيئة تنظيم الاتصالات القطرية شركة فودافون قطر رخصة الهاتف الثابتة الثانية عوضًا عن إنشاء شركة جديدة خاصة بتشغيل الثابت، يكون قوامها الأساس مشكلاً من تحالف فودافون/مؤسسة قطر، الذي أعلن فوزه بالرخصة الثانية للثابت في وقت سابق. حيث تم الإعلان في السابق أن شركة جديدة ستؤسس لغرض تشغيل الترخيص الثاني للخط الثابت، وتم الكشف عن مفاوضات بين التحالف الفائز وشركة الديار القطرية، لتدخل كشريك بنسبة 35 %، فيما يحتفظ التحالف الفائز بنسبة 50 %، وتحصل مؤسسات حكومية تعينها الحكومة على نسبة 15 % من الشركة. هذا وقد كانت شركات الاتصالات الخليجية سخية في مشاركة أرباحها المحققة في العام 2009 مع مساهميها.