غزة: بدأت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية quot;حماسquot; جمع الضرائب من الباعة الجائلين وأصحاب المتاجر في قطاع غزة، مما أثار التكهنات حول تعرض الحركة لأزمة مالية، يفاقمها من بين عوامل أخرى بناء مصر لجدار على حدودها مع القطاع لمنع التهريب عبر الأنفاق.

وقال خبراء اليوم الاثنين إن بضع عشرات فقط من بين مئات الأنفاق ربما لا تزال تعمل نتيجة الجدار الفولاذي، الذي يتم بناؤه على طول الحدود الممتدة مسافة 14 كيلومتراً. وبالنسبة إلى حكومة حماس في غزة، التي تفرض ضرائب على التجار الفلسطينين الذين ينقلون بضائع تتنوع من السيارات والوقود إلى المواد الغذائية عبر الأنفاق يعني هذا تراجعاً في الإيرادات في قطاع فقير يخضع لحصار تقوده إسرائيل. وتهرب الأسلحة والأموال أيضاً كما يعتقد على نطاق واسع عبر الأنفاق.

وقال الاقتصادي الفلسطيني عمر شعبان إن quot;هناك أزمة مالية حقيقيةquot;. وأضاف أن حكومة حماس وظّفت 34 ألف شخص في قطاع غزة، وضخّت الكثير من السيولة لديها في شراء مبان وأراض. وأوضح شعبان quot;ربما تشير هذه الأزمة أيضاً إما إلى غياب المساندة المالية الأجنبية والإسلامية والعربية أو إلى صعوبة جلب هذه المساندة إلى القطاع لأسباب ماquot;.

وللمرة الأولى منذ سيطرت حماس على قطاع غزة وطردت منافستها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس المدعوم من الغرب في 2007، بدأت الحركة في جمع ضرائب من الباعة الجائلين وأصحاب المشروعات الصغيرة. وتساءل مالك محل صغير يبيع الفلافل quot;طالبوني بدفع 1100 شيكل (290 دولاراً) شهرياً. كم أكسب كي أدفع لهم ما يطلبونهquot;.

ونفى طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس أن تكون الحكومة تمر بأي متاعب مالية. وقال إن حماس لم تفرض أي ضرائب جديدة لم تكون موجودة من قبل، بل تفرض ضرائب فقط على من يمارسون نشاطاً تجارياً ناجحاً. ومن بين الضرائب المرتفعة مبلغ ستة آلاف دولار التي تفرضها حماس على أي مشتري سيارة للسماح له بترخيص سيارته التي جلبها عبر أحد الأنفاق. ويدفع المشتري أيضاً خمسة آلاف دولار لصاحب النفق.

ومنذ ثلاثة أشهر، أعلنت حكومة حماس ميزانية سنوية بقيمة 540 مليون دولار، من بينها 50 مليوناً فقط من الإيرادات المحلية. أما المبلغ المتبقي فمصدره مانحون أجانب لم تكشف عنهم.

يذكر أن إيران وقطر ممولان رئيسان لحماس، ويعتقد على نطاق واسع أن معظم هذه الأموال تهرّب عبر شبكة الأنفاق التي يتهددها الخطر الآن. ويقول شعبان quot;لهذا كانت الأزمة متوقعة، لكنني لا أعتقد أنه كان هناك تفكير حقيقي في توفير حلول فوريةquot;.