تصدرت quot;شركة قطر القابضةquot; عناوين الصحف البريطانية والأوروبية، وكذلك العربية، بعد عقدها صفقة شراء سلسلة متاجر هارودز الفاخرة في لندن، بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار أميركي).
نزيهة سعيد من المنامة وأشرف أبوجلالة من القاهرة: تغطية إعلامية واسعة حظيت بها اليوم الأحد صفقة شراء شركة قطر القابضة، ذراع الاستثمار لصندوق الثروة السيادية في البلاد، سلسلة متاجر هارودز الفاخرة في لندن، من رجل الأعمال المصري المولد محمد الفايد بقيمة بلغت 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار).
فقد تصدّر خبر الصفقة معظم الصحف البريطانية، إضافة إلى الأوروبية والخليجية، حيث جاء في بيان لـ quot;قطر القابضةquot; على لسان كبير المدراء التنفيذيين والمدير الإداري أحمد السيد quot;أن امتلاك هارودز من دواعي سرورنا العميق وشرف لنا، كما إنه مسؤولية تاريخية وسياحيةquot;، ووصف المتجر بأنه مؤسسة فريدة، تقدم أفضل ما يمكن أن يشتريه المال.
من جهتها، خصصت صحيفة quot;صنداي تلغرافquot; البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد تعليقاً على الصفقة، أكدت فيه على أن تلك الخطوة الاستثمارية ستلقي الضوء على الأسرة الحاكمة في قطر. وتحت عنوان quot;مبيعات محال هارودز سوف تدفع بالأسرة الحاكمة القطرية إلى دائرة الضوءquot;، ترى الصحيفة أنه، وبالرغم من انحسار أضواء الشهرة نوعاً ما، عن أسرة آل ثاني، مقارنةً على سبيل المثال بالشهرة التي تحظى بها أسرة آل مكتوم في دبي، إلا أن ذلك البروز المالي الجديد سوف يدفع بأفراد أسرة آل ثاني أنفسهم إلى دائرة الضوء.
يذكر أن quot;قطر القابضةquot; قد أقدمت على خطوات استثمارية سبقت صفقة quot;الهارودزquot; في بريطانيا بتملكها حصصاً في بورصة لندن، وسينسبري، وبنك باركليز، وإمبراطورية الممتلكات التي تشمل الكناري وارف، ومساحات في وسط لندن، جنباً إلى جنب مع مقتنياتها الأوروبية، مثل مشاركتها في ملكية كريدي سويس وشركة بورش وفولكس فاغن.
أما صحيفة الغارديان فتنقل في السياق نفسه عن مصدر مقرب من الصفقة قوله إن quot;قطر القابضة تبدي اهتماماً بتطوير إمكانات هارودز كاسم لعلامة تجارية عالمية فاخرة وتوسيع نطاق مبيعاته عالمياً على شبكة الإنترنت. ومثل هذا النوع من الأصول لا يأتي إلا مرة واحدة في العمر. وهذا المتجر يعد من الأصول ذات القيمة والمكانة الكبيرةquot;.
laquo;قطر هولدينغraquo;: هارودز laquo;شرف ومسؤوليةraquo;! محمد الفايد يبيع تاج امبراطوريته التجارية laquo;هارودزraquo; |
وتابعت الصحيفة بنقلها عن المصرفي اللندني البارز كين كوستا، رئيس مجلس إدارة لازارد الدولية، التي توسطت في الصفقة، قوله quot;كان يرغب الفايد في أن يتأكد من أن المالك الجديد، وهو الخامس فقط منذ افتتاح المتجر عام 1840، سيواصل إبراز تقاليده وتراثه. وقد تم اختيار قطر القابضة على وجه الخصوص من قبل الإدارة، نظراً إلى امتلاكها الرؤية والقدرة المالية على حد سواء لدعم النمو الناجح على المدى البعيد للهارودزquot;.
في حين نقلت صحيفة quot;ميل أون صندايquot; في عددها الصادر اليوم عن مصادر مقربة من الصفقة تأكيدها على أن محال الهارودز كانت معروضة سراً للبيع على مدار أكثر من عام مقابل 2 مليار إسترليني. لكن طاقماً بقيادة أحمد محمد السيد، الرئيس التنفيذي لشركة قطر القابضة، قد تمكن من تخفيض السعر إلى 1.5 مليار إسترليني. ثم تشير إلى أن آخر الحسابات المودعة في بريطانيا تظهر أن مبيعات محلات هارودز لمدة 12 شهراً حتى كانون الثاني/ يناير عام 2009 كانت 752 مليون جنيه إسترليني، بزيادة بلغت قيمتها 64 مليون إسترليني عن العام السابق، وأن الأرباح قبل خصم الضرائب كانت تقدر بمبلغ قدره 56 مليون إسترليني.
وتلفت الصحيفة كذلك إلى أن الفايد لم يصرف بنفسه العام الماضي أي أرباح من الشركة، لكن في العام السابق، كانت تقدر أرباح أسرة الفايد بـ 51 مليون جنيه إسترليني. وتشير أيضاً إلى أن قيمة المحل الكائن بمنطقة نايتسبريدج (وفقاً لحسابات الشركة المالكة لهارودز) هي حوالي 700 مليون إسترليني، وإن كانت هناك قروض بنكية تقدر قيمتها بحوالي 625 مليون إسترليني.
في حين يُعتقد أن الصفقة القطرية التي قدرت قيمتها بمليار ونصف إسترليني، ستشتمل على كلفة سداد هذا الدين، وهو ما يعني أن الفايد سوف يحصل على مبلغ يقدر بحوالي 900 مليون إسترليني. إلى ذلك، تمضي الصحيفة لتنقل عن أصدقاء للفايد قولهم quot;كان الفايد حزيناً لبيعه المتجر الشهير. لكنه وافق على إتمام عملية البيع، بسبب العرض الذي كان من الصعب رفضهquot;، وتم تقديمه بين عشية وضحاهاquot;.
وذكر مصدر مُقرّب من الملياردير المصري، للصحيفة أن الفايد quot;أصيب أخيراًًً بحالة من الاضطراب الشديد بسبب وفاة شقيقه الأصغر، صلاح، نتيجة إصابته بمرض السرطان، في الوقت الذي مازال يشعر فيه بآلام جراء عملية أجريت له في أحد أربطة الركبة في الولايات المتحدة خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كما إن الفايد ndash; الذي كانت تقدر ثروته قبل الصفقة القطرية بنحو 650 مليون إسترليني ndash; كان يراوده باستمرار هاجس وفاة ابنه دودي، الذي لاقى حتفه في حادث سيارة في العاصمة الفرنسية باريس في آب/ أغسطس عام 1997. وعلى الرغم من طاقته الكبيرة في الوقت، الذي يبلغ فيه من العمر 77 عاماً، إلا أنه يشعر أنه بات من المناسب أن يتخلى عن زمام الأمورquot;.
يذكر أن quot;قطر القابضةquot; أسست في أبريل (نيسان) من العام الماضي، لتكون الذراع الاستثماري لـquot;هيئة الاستثمار القطريةquot;، التي تقوم بالنشاط التجاري المحلي والدولي، نيابة عن حكومة البلاد. وقد أسست هذه بدورها لغرض إقامة شبكة أمان للبلاد في وجه تقلبات العائدات من منتجات الطاقة.
التعليقات