أدى اندماج شركتين من كبريات شركات الطيران في الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تأسيس أكبر شركة طيران في العالم أخيراً، يرتقب أن تحقق المزيد من الأرباح، فيما ينتظر المستهلك أن تزيد أسعار التذاكر لتغطية تكاليف الصفقة والإندماج.

واشنطن: في صفقة قدّرت قيمتها بـ 3 مليارات دولار، أعلن أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية عن اندماج شركتي يونايتد إيرلاينز وكونتينانتال إيرلاينز للطيران، لتشكل بذلك أكبر شركة طيران في العالم، بعد تصديق الشركة المشرفة على المشروع. وكانت مصادر مطلعة من المفاوضات التي جرت قد صرحت يوم الإثنين الماضي في الثالث من مايو/أيار 2010 عن اندماج شركتي يونايتد إيرلاينز وكونتينانتال إيرلاينز للطيران. وقد قدرت الصفقة بـ 3 مليارات دولار، على أن تشمل السوق المحلية، ومدينة نيويورك، وشيكاغو ولوس أنجلوس، ومن خلالها يحصل مساهمو شركة يونايتد إيرلاينز على حوالى 55% من رأسمال الشركة، وحوالى 45%، وهو الجزء المتبقي، لمساهمي شركة كونتيناتال إيرلاينز.

وكان الإتفاق قد نص على أن يحصل مساهمو شركة كونتيناتال إيرلاينز على 1.05 سهماً، بمجموع 3.17 بلايين دولار، حسب إغلاق سوق الأسهم الأميركية يوم الجمعة الماضي. كما ويتوقع أن يتم الإنتهاء من الإندماج في أواخر العام 2010، والذي ينص الإتفاق فيه على إطلاق اسم quot;يونايتدquot; على شركة الطيران الجديدة بعد الإندماج، وأن يكون المركز الرئيس في مدينة شيكاغو. ويكون جيف سيميسك الرئيس التنفيذي للشركة.

هذا وسيجري تقسيم الإدارة الجديدة بين الطرفين، مع توقعات بأن يوفر هذا الإندماج للشركة ما بين 1 بليون دولار إلى 1.2 بليون دولار، في ظل طيران دائم إلى 370 مدينة حول العالم في 59 دولة. وفي رد فعل من المستهلكين، يرى الكثير منهم أن الضرر في هذا الإندماج واقع لامحالة عليهم، في الوقت الذي سيدرّ الربح فيه على الشركات. فهذا الإندماج يعني مزيداً من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وذلك لكون السوق تخلو من المنافسة، ما يتيح الفرصة لهذه الشركات برفع أسعارها بالسعر الذي تراه مناسباً، مع توفير خدمات أقل، وجودة أقل.

كريستينا أرغو أولتي، التي تعمل في متاجر سيرز، تقول إنها quot;أحضر للسفر لولاية كاليفورنيا في الصيف، وحتى الآن أبحث عن أسعار جيدة، ولم أجد، لكون الأسعار مرتفعة بشكل جنونيquot;. أما أنجلينا هامون فتوضح أنها ستسافر هذا الصيف إلى إنكلترا، وقد حجزت على خطوط طيران كونتيناتال، قبل الإعلان عن الدمج. وquot;لابد أن أسافر بالطائرة لكوني سأسافر خارج الولايات المتحدة الأميركية، ولا أعرف حتى الآن ما الذي يمكن أن يحدث، ولكني أتوقع خدمات جيدة، لأننا سنتعامل الآن مع شركة طيران كبرى.

ويرى الكثير من المحللين أن خلو السوق من المنافسين يعد ظاهرة غير صحية، تعود على المستهلك بالضرر، فهي تساعد على رفع الأسعار التي تناسب الشركات الموجودة في السوق، واستغلال ذلك من قبل بعض المنافسين. كما ستعطي الشركات فرصاً كبيرة لجني الأرباح على حساب تقليص الخدمات المتوافرة للمسافرين، التي كانت توفرها الشركات المتنافسة في السابق، للتسابق في جذب المستهلكين. وبذلك لن يكون على المستهلك إلا القبول، لعدم توافر البدائل الكثيرة.

من جانبه، يرى الدكتور كان لو، أستاذ الإقتصاد في جامعة أوكلاهوما المركزية، quot;أن الحكم الآن لابد وأن يكون متسرعاً نوعاً ما، وعلينا الإنتظار قليلاً، لنرى ما ستخرج به الأيام المقبلة، ولكن في المجمل يرى أن المشروع جيد للشركتين، في ظل الوضع الإقتصادي الحالي، فهو سيبعد شبح الإفلاس عن الشركتين أو الخسارة، ما سيقوي اقتصاد الشركة الجديدة، ويغني أرباحها. فكلما قلّت المنافسة زادت الأرباح، فالبدائل المتوافرة قليلةquot;.

لكنه يشير، في الوقت نفسه، إلى أن ذلك سيعود نوعاً ما بالضرر على المستهلك، الذي يريد السفر للخارج، أو حتى التنقل بين الولايات، ولا يحسن استخدام السيارات، والذي يعاني أصلاً في ظل أزمة اقتصادية، وربما ينتظره مزيد من رفع أسعار التذاكر نتيجة ارتفاع الوقود، ونتيجة الإجراءات المشددة في المطارات، التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. ثم تقليص في الخدمات المتوافرة، فما عليه إلا القبول بما هو متاح، أو استخدام البدائل كالسيارات والقطارات، ما يعني مزيداً من ارتفاع أسعار الوقود المرتفعة أصلاً.

على الرغم من ذلك، يرى لو أن الإقتصاد الأميركي قد تحسن نوعاً ما، والدليل على ذلك نتائج الربع الرابع من العام الماضي ونتائج الربع الأول من هذا العام. وبالتحسن تدريجياً، سينهض سوق الطيران من جديد مثله. ولو أنه يؤكد أن سوق الطيران ليس ضعيفاً جداً، لكون الكثير من المستهلكين يسافرون خارج الولايات المتحدة الأميركية، ويكونون مضطرين لاستخدام الطائرات، فلا بدائل لها، وليس عليهم إلا القبول، وخصوصاً في الصيف، ما يجعل الأسعار ترتفع بطريقة جنونية. ولن يكوّن الإندماج إلا مزيداً من الأسعار المرتفعة.