لندن: أفادت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء أن نمو الطلب العالمي على النفط سيكون أبطأ بقليل من توقعاتها السابقة، وخفضت تقديراتها لنمو الطلب بواقع 50 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر الماضي إلى 1.62 مليون برميل يومياً.

وأوضح ديفيد فايف رئيس قسم قطاع وأسواق النفط بالوكالة أن تعديل النمو بالخفض جاء استجابة لبيانات فعلية جديدة، وأن الطلب من الأسواق الصاعدة سيواصل دفع الاستهلاك العالمي للنفط للصعود. لافتاً إلى أنه quot;جرى تعديل المعدل الأساسي الإجمالي بخفض قدره 0.2 مليون برميل يومياً، لكن ذلك تغير محاسبي، فاتجاه نمو الطلب لم يتغير، ويأتي بالكامل من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةquot;.

وأشارت الوكالة، في أحدث تقرير شهري عن سوق النفط، أنها مازالت تتوقع نمو الطلب العالمي إلى 86.4 مليون برميل يومياً هذا العام، ارتفاعاً من 84.8 مليون برميل يومياً في العام السابق. وقال محللون إن التعديل الذي أجرته الوكالة يتسم بالتشاؤم، ويمثل الضعف الحالي في العرض والطلب، ويتناقض مع توقعات كل من منظمة أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب في 2010. وتوجد أكبر قاعدة استهلاكية لأوبك في آسيا، حيث من المتوقع أن يقود نمو اقتصادي قوي في الصين ارتفاع الطلب على النفط. وأظهرت بيانات حديثة للإدارة بعض بوادر تحسن الطلب على البنزين.

وتوقعت الوكالة في تقريرها الشهري أن ترتفع أحجام الخام المعالجة في مصافي التكرير في الولايات المتحدة والصين خلال الربع الثاني. فذكر هاري تشيلينجوريان محلل النفط لدى بي.ان.بي باريبا أن quot;التعديلات (التي أجرتها الوكالة) تتماشى مع رؤيتنا بأن العوامل الأساسية في النصف الأول لا تدعم استمرار ارتفاع أسعار الخام صوب 100 دولار خلال النصف الأول، ولاسيما بسبب إمدادات الدول غير الأعضاء في أوبك، التي فاقت المتوقع، واستقرار نمو الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةquot;.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت إلى 60.5 يوم من التغطية المستقبلية في نهاية مارس/ آذار من 59.5 يوم في نهاية فبراير/ شباط، كما زادت أحجام النفط المخزن في ناقلات بحرية خلال شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار.

وخفضت الوكالة تقديراتها للطلب على النفط الخام في 2010 من منظمة أوبك بواقع 400 ألف برميل يومياً إلى 28.7 مليون برميل يومياً. وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً، إلا أنها لم تلامس مستوى 100 دولار للبرميل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2008.

وجرى تداول العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف تسليم يونيو/ حزيران عند حوالي 76.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش، في حين بلغت العقود الآجلة لمزيج برنت خام القياس الأوروبي نحو 81 دولاراً اليوم الأربعاء مقارنة مع نطاق يتراوح بين 57 و58 دولاراً في منتضف مايو العام الماضي.

وأشار فايف إلى أن الارتفاع النسبي لأسعار النفط قد يؤثّر على اتجاه الاستهلاك في الأجل الطويل في الدول المتقدمة. ويرى الكثيرون أن الطلب على النفط بلغ ذروته في الاقتصادات المتقدمة. وقال إن quot;ارتفاع الأسعار وراء التغير الهيكلي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. لذلك سنشهد تأثيراً لارتفاع الأسعارquot;.

وأوردت الوكالة في تقريرها الشهري أنها افترضت ارتفاع أسعار النفط لتقترب من 77 دولاراً للبرميل في عام 2010. ولم تذكر الوكالة الافتراض السابق. وأضافت الوكالة، ومقرها باريس، أن التأثير الفوري لأزمة الديون السيادية في اليونان على الطلب الأوروبي على النفط محدود، إلا أن احتمال امتداد التأثير إلى بلدان أخرى في منطقة اليورو، مثل أسبانيا والبرتغال وإيطاليا، قد يحدّ من استهلاك النفط في المنطقة.