قد أصدرت laquo;سيتيraquo; بيانا من مقرها في نيويورك أعلنت فيه توقيعها علىlaquo;مبادرة الأمم المتحدة العالميةraquo;، التي تهدف الى التزام مؤسسات الأعمال بقضايا حقوق الإنسان والتوظيف العادل المتكافئ والمسؤوليات البيئية ومحاربة الفساد، وبهذا تصبح laquo;سيتيraquo; أول مؤسسة أميركية من نوعها تنضم إلى هذه المبادرة التي تنضوي تحت جناحها آلاف المؤسسات الأعضاء في مختلف أنحاء المعمورة.
صلاح احمد من لندن: تعتبر laquo;سيتي غروب إنكوربوريتدraquo;، الأميركية المعروفة اختصارا باسم laquo;سيتيraquo;، إحدى أشهر مؤسسات الخدمات المالية في العالم، وقد انبثقت عن إحدى أكبر عمليات الاندماج في التاريخ، وكانت بين المؤسسةالمصرفية laquo;سيتيكوربraquo; ومجموعة laquo;ترافيلارز غروبraquo; في ابريل (نيسان) 1998.
وتتألف laquo;سيتيraquo; من شبكة تمتد على نطاق 16 ألف مكتب في 140 بلدا في العالم، وتوظف طاقما يتألف في إجماليه من 300 ألف من العاملين. كما إنها تقدم خدماتها، المتعلقة رئيسيا بالتعامل في سندات الخزانة الأميركية المالية، لأكثر من 200 مليون عميل حول العالم. ويذكر أن رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال رفع حصته من أسهم هذه المؤسسة العملاقة من 5 في المائة في العام 2008 الى 9 في المائة الآن.
والغرض من laquo;مبادرة الأمم المتحدة العالميةraquo; هو تشجيع الشركات، أينما وجدت، على انتهاج سياسات اجتماعية مسؤولة ودائمة ورفع التقارير عنها بشكل منتظم. وهي تقوم على عشرة مبادئ أساسية في مجالات حقوق الانسان والخدمة والبيئة والشفافية الأخلاقية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة السابق، كوفي أنان، هو الذي رفع النقاب عن المبادرة أمام laquo;المنتدى الاقتصادي العالميraquo; في 31 يناير (كانون الثاني) 1999 ودشّنها رسميا بمقر الهيئة الدولية بنيويورك في 26 يوليو (تموز) 2000. وهي تجد الدعم المباشر من ست وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي: المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبرنامج البيئة، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج التنمية، ومنظمة التنمية الصناعية، ومكتب مكافحة المخدرات والجريمة.
المبادئ
تقوم مبادرة الأمم المتحدة العالمية على عشرة مبادئ في أربعة مجالات وتعتبر ملزمة لسائر الموقعين عليها، وهي كما يلي:
حقوق الانسان:
1- تحترم الشركات والمؤسسات حقوق الانسان المعلنة دوليا وتعمل على حمايتها.
2- تضمن هذا الشركات والمؤسسات أن لا ضلع لها في أي نشاط ينتهك تلك الحقوق.
معايير الخدمة:
3- تضمن الشركات والمؤسسات حرية الروابط والنقابات والاعتراف بحقوق العاملين في الأخذ والرد والتفاوض وصولا الى أوضاع أفضل بالنسبة لهم.
4- حظر كل أشكال أعمال السخرة والخدمة الإجبارية.
5- حظر تشغيل الأطفال.
6- حظر التمييز في ما يتعلق بالتوظيف.
البيئة:
7- تتوخي الشركات والمؤسسات الحذر في تناولها للتحديات البيئية..
8- تأخذ بزمام المبادرة لترقية مختلف أشكال صيانتها والحفاظ عليها..
9- وتشجع تطوير التكنولوجيا المخصصة لهذا المجال وتسعى لنشرها وتوزيعها.
محاربة الفساد:
10- تكافح الشركات والمؤسسات الفساد بكل أشكاله، بما فيه الابتزاز والرشوة.
سيتي تدعم المبادرة
في بيان إلى الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، بان كي - مون، كتب مدير laquo;سيتيraquo; التنفيذي، فيكرام بانديت ما يلي: laquo;نلتزم بمبادئ laquo;مبادرة الأمم المتحدة العالميةraquo; العشرة ونتخذها جزءا لا يتجزأ من استراتيجية عمل laquo;سيتيraquo; وثقافتها. ونقف خلف كل المشاريع التي تقوم بها الأمم المتحدة لتنفيذ وترقية أهدافها التنموية في الإطار العريض لمختلف أنشطتهاraquo;.
ومضى البيان يعدد أنشطة laquo;سيتيraquo; التي توضح التزامها بالأركان الأربعة لمبادرة الأمم المتحدة حتى قبل توقيعها الأخير عليها. فقال إنها ظلت تنشط فيها على عدد من المستويات. ومن هذه أن laquo;سيتيraquo; ظلت من العام 2003 موردا أساسيا لدعم laquo;لجنة مبادئ المدارraquo; الهادفة لترشيد الممارسات الاجتماعية والبيئية والمالية في مختلف أنحاء العالم، وقد حظيت العام الحالي برئاستها. وإضافة الى هذا فإن إدارتها المعنية بشؤون إدارة البيئة والمخاطر الاجتماعية تستلهم أعمالها من معظم المبادئ التي وردت في مبادرة الأمم المتحدة.
وتحدث البيان عن إطلاق laquo;سيتيraquo; في العام 2005 مبادرتها المتعلقة بالاقتصاد الدقيق، والتي تغطي 40 بلدا حاليا. وتسعى هذه المبادرة لتوفير سبل العيش الكريم للسكان ذوي الدخول المحدودة وحمايتهم من الاستغلال المالي وضمان معاملتهم بشكل عادل.
وفي مجال الخدمة، قال البيان إن laquo;سيتيraquo; أقامت 45 من شبكات العمل التي تهدف لحماية النساء والمعاقين والأقليات المضطهدة. ثم أنها ظلت تتمتع منذ العام 2000 بعضوية مجموعة laquo;وولفسبيرغraquo; ودعمت مبادرتها للعام 2007 الرامية لمحاربة سائر أشكال الفساد مثل الرشوة والاستغلال المالي.
وأخيرا أشارت laquo;سيتيraquo; الى أن مبادرة الأمم المتحدة laquo;تعتمد على المسؤولية والشفافية ورفع النقاب عن ممارسات الشركات والمؤسساتraquo;، فقالت إن هذا يتفق تماما مع سياستها العامة ممثلة في تقريرها السنوي laquo;المواطَنة العالميةraquo;، وهو مفهوم فلسفي اقتصادي يتعلق في جوهو بنشر المساواة في مختلف أنحاء العالم استنادا الى أنه كوكب واحد ووطن واحد لسائر سكانه بغض النظر عن الحدود الجغرافية داخله.
التعليقات