دبي - إيلاف: أطلق بنك ساكسو المتخصص في المتاجرة والاستثمار توقعاته الاقتصادية للربع الثالث من 2010، أعلن فيها عدم احتواء الأزمة، وأن الأسواق سوف تستجيب بالسلب لاستمرار الخلل الهائل في أسواق الدين الحكومي.

وأوضح ديفيد كارسبول، كبير الخبراء الاقتصاديين في ساكسو، أن البنك مصر على توقعاته بحدوث انخفاض شديد في أسعار الفائدة الرئيسة في المستقبل القريب.

ويتوقع البنك أن تنخفض أسعار الأسهم بناء على افتراضات احتمال حدوث تباطؤ في الصين، وأن استمرار حالة عدم الاستقرار في أسواق الدين في البرتغال وإيطاليا وأيرلندا واليونان وأسبانيا تتطلب استجابة من أعضاء منطقة اليورو الأيسر حالاً، وأن تكون التخفيضات في الإنفاق الحكومي شديدة القسوة.

كما من المتوقع أن يكون موسم الأرباح قوياً، ولكن السبب الوحيد في ذلك هو أنشطة تخفيض التكاليف، وليس النمو الكبير. ولا يتوقع كارسبول حدوث تضخم، ولا نمو كبير قريباً بأية حال. وسوف تسهم المخاوف بشأن تعديل الأوراق من النوع البديل (أ) وخيار القروض العقارية ذات الفائدة القابلة للتعديل في الولايات المتحدة، وطفرة إضافية في حالات التخلف عن السداد والتأخر عن السداد أيضاً في حدوث اتجاه سلبي في الأسهم.

وفي معرض تعليقه على هذه التوقعات، أكد ديفيد كارسبول أنه quot;لم يتم احتواء أزمة الدين الحالية في البرتغال وإيطاليا وأيرلندا واليونان وأسبانيا، والسبيل الوحيد للخلاص منها هو تخفيض العجز في الموازنات بشكل أسرع كثيراً، وبدرجة أشد كثيراً مما هو يحدث الآن. فالإسراف في الإنفاق الحكومي يطرد الاستثمارات الخاصة والاستهلاكquot;، متوقعاً أن تستجيب الأسواق بشكل سلبي لاستمرار الخلل الهائل في أسواق الدين الحكومي. وعدّ التخفيضات في الموازنة الألمانية - على سبيل المثال - quot;بداية طيبة، ولكنها ليست كافيةquot;.

ورأى أن التقلبات التي يشهدها الصرف الأجنبي من المحتمل أن تتأرجح بدرجة حادة استجابة لذلك، quot;لذا فإن نصيحتنا للمستثمرين هي أن يظلوا حذرينquot;.

خلافاً للإدراك الشائع، فإن التعرض لعجز كبير يقتل النمو، وهذا يصدق بوجه خاص في البيئة التي تعاني ضيقاً في السيولة. ووفقاً لبنك ساكسو، يجب أن تقلق السوق بشأن أوجه الخلل الكبيرة التي أسفر عنها استمرار الإنفاق الحكومي الطائش، الذي حدث خلال البيع المكثف في مايو/أيار. ولكن المحللين يعتقدون أنه سيكون هناك بعض التفاؤل المرتبط بقوة أرباح الشركات التي سيعلن عنها في موسم الأرباح المقبل.

توقعات الاقتصاد الكلي
في الولايات المتحدة، بدأ الحافز الاقتصادي يتضاءل، وسوف ينتهي على الأرجح في النصف الثاني من هذا العام. ويرى بنك ساكسو أنه يمكن أن يكون مساهمة سلبية في النمو في أواخر 2010، وسوف تنخفض الاستثمارات نتيجة لقلة الاستفادة من القدرات وبسبب القطاع السكني، الذي يعاني تراكماً في العقارات غير المباعة. بالنسبة إلى اليابان، يتوقع بنك ساكسو مزيداً من النمو، ولكن الوتيرة سوف تتباطأ على الأرجح والنمو الياباني الذي تقوده الصادرات سوف يتضرر من ضعف اليورو.

ويعتقد بنك ساكسو أنه ما من شك في أن كثرة الديون المفرطة هو المشكلة الأساسية بالنسبة إلى كثير من البلدان في منطقة اليورو، ولكن هناك قضايا أخرى داهمة تقيد النشاط الاقتصادي. وسوف يتراجع الإنفاق الخاص في الربع الثالث، كما إن سوق العمالة لا تمد يد العون في هذا الشأن.

توقعات الصرف الأجنبي
يشك بنك ساكسو في أن وضع منطقة اليورو وأثره على الإقبال على المخاطر بوجه عام سوف يظل مهماً. ولكن المحللين يشعرون أيضاً أن هذا الموضوع يشغل قدراً مبالغاً فيه من اهتمام السوق مقارنة بموضوعات الاقتصاد الكلي الأخرى التي يمكن أن تتقدم إلى الصدارة خلال ربع السنة المقبل، مثل معاناة بلدان عملات السلع تحت وطأة فقاعات الإسكان الهائلة والتقشف وقوة الدفع الجديدة في اتجاه سداد الديون العامة، ولكون آمال النمو بالنسبة إلى الصين والأسواق الصاعدة محل خلاف.

توقعات الأسهم
يواصل المحللون توقعاتهم بمواجهة مزيد من العقبات أمام أسواق الأسهم في النصف الثاني من 2010، وهو ما سيبقي على ارتفاع علاوة المخاطر لفترة ممتدة، ويؤدي إلى انخفاض توقعات الأرباح بالنسبة إلى عامي 2011 و2012. لكنهم يتوقعون ارتدادات في أسواق الأسهم؛ حيث إن الأرباح ستكون على الأرجح مفاجأة على جانب الصعود.

توقعات السلع
سوف يظل النفور من المخاطر المدفوع بالمخاوف بشأن مستوى الدين السيادي وما يعقبه من خطر حدوث ركود مزدوج القاع خلال الربع الثالث. ويشعر المحللون بأننا بلغنا من قبل ذروة هذا العام، وأن الخطر الذي نواجهه ونحن مقبلون على النصف الثاني من عام 2010 يشير في اتجاه انخفاض الأسعار. وسوف يترك استمرار قوة الدولار، مقترناً بتباطؤ التعافي العالمي، السوق مكتفية بالإمدادات، وبالتالي يضع ضغوطاً انخفاضية على الأسعار.

أسعار الفائدة الرئيسة
يصر فريق الاستراتيجيات في بنك ساكسو على توقعاته بانخفاض شديد في أسعار الفائدة الرئيسة في المستقبل المنظور.