القاهرة: يحتفظ نحو 20% من المصريين بمدخراتهم في مكاتب البريد المنتشرة في أنحاء مصر كافة، والتي يصل عددها إلى 3800 فرعاً، وهو رقم لم يستطع تسجيله أي بنك عامل في مصر.

وهذا الانتشار الواسع جعل من هيئة البريد منفذاً مغرياً للترويج لخدماتٍ، تقدمها العديد من الجهات، منها شركات السمسرة وشركات الاستثمار. والجديد الآن هو توجه الجمعيات الخيرية لجمع أموال الزكاة عبر هيئة البريد.

ويقول مفتي مصر ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير د.علي جمعة إن quot;أموال الزكاة ستصل إلى 5 مليار جنيه. ونصرف مباشرة ما هو مختص بالصدقة أو الزكاة وما يتعلق بالصدقة الجارية أو الأوقاف نوجهه للمشروعات التنموية.quot; وهذا يعني أن المجال مفتوح للمشروعات العقارية والخدمية والمصانع وحتى البحث العلمي.

وفي ظل ثورة الاتصالات التي يشهدها العالم، تقلص دور هيئة البريد تدريجياً في تقديم خدمات البريد التقليدية لتصبح الآن بمثابة البنك الشعبي. ويعود ذلك لسهولة إجراءات فتح حسابات دفاتر التوفير وانخفاض الحد الأدنى المطلوب، وارتفاع معدل الفائدة المقدمة عن المتوسط الذي تمنحه البنوك المصرية.

ويؤكد رئيس هيئة البريد أشرف زكي أن quot;حجم الودائع تتخطى 83 مليار جنيه 80%، منها تذهب لبنك الاستثمار القومي، و20% تستثمر في محافظ أو سندات وكل الاستثمارات آمنة حتى نعطي فائدة 9% سنوياًquot;.

وفشلت في السابق محاولات عديدة لجمع أموال الزكاة في قناة واحدة، وربما تفتح الشراكة بين مصر الخير وهيئة البريد الباب لتمويل مشروعات كبرى في المستقبل.