يتأثر كثير من الناس بالإعلانات الترويجية التي تنشرها وكالات السيارات والمعارض في الصحف ووسائل الإعلام، حيث يتم أبراز المزايا الرئيسة للسيارة في الإعلان والصيانة الدورية المجانية، والصيانة الشاملة، في حين أن هذه الإعلانات ما هي في الأصل إعلانات إيحائية، تحمي تضلل بها الوكالة المستهلك وتحمي نفسها من الملاحقة القانونية.

محمد العوفي من الرياض: تتنوع الحملات الترويجية والتسويقية التي تعمل عليها وكالات شركات السيارات في المملكة، وتشهد السوق نمواً ملحوظاً في المبيعات، خصوصاً لموديلات العام 2010.

وتركز هذه الحملات التي تطالعنا يومياً في وسائل الإعلام المقروءة، المسموعة والمرئية، على الأسعار ومدة التقسيط، في حين يركز البعض منها على الصيانة وخدمات ما بعد البيع أو إعادة السيارة بعد 3 سنوات من الاستعمال، وفق شروط معينة يجرى الاتفاق عليها.

ومع ارتفاع وتيرة التنافس بين وكالات السيارات، عمدت الوكالات إلى تقديم عرض الصيانة الدورية المجانية، مما تسبب في ازدحام السيارات، وطول فترة انتظار الصيانة الدورية التي تصل إلى أسابيع، وفي حال اضطر المستهلك إلى البحث عن مراكز صيانة أخرى يتعذر ذلك، وفي حصل ذلك فإن الوكالة تلغي ضمانها بحاجة صيانتها إلى مراكز أخرى.

ويرى الاقتصاد السعودي فضل البوعينين في تصريح لــ quot;إيلافquot; أن ليس هناك ضوابط تحمي المستهلك من أصحاب الوكالات خاصة في حال وقوع الضرر، كما إن هناك عدم تطابق بين مضمون الحملات الترويجية وبين ما يقدم على أرض الواقع أو الالتزام بما روج له، مشيراً في الوقت عينه إلى أن في هذه الحالة يجد المستهلك نفسه وحيداً غير قادر على مقاضاة الوكالة، وأن استطاع معرفة الجهة التي يمكن أن يلجأ إليها سيجد أن الطريق طويلة وشائكة.

وتابع أن مثل هذه الأمور لا تحدث في الدول الغربية التي يعتبر الإعلان التزاماً مقدماً للمستهلك تلتزم بنوده، وإلا تعرضت لمقاضاة المستهلكين، وتعرضت لعقوبة صارمة، لافتاً إلى أن الوكالات في الدول الغربية لا تنتظر إلى أن تصل إلى هذا المستوى بسبب التزامها.

وأشار البوعينين إلى الإعلانات التضليلية التي يستخدم فيها الإيحاء، وليس الالتزام الصريح، لتكون الرسالة الإعلامية مضللة بطريقة تحمي الوكالة من المقاضاة والأمور القانونية.

وأكد أن معظم الوكالات تواجه صعوبة في تنفيذ خدمات ما بعد البيع، وأن هناك بعض الوكالات على وجه الخصوص لا تتوفر لها إمكانية استيعاب حجم الصيانة المطلوبة من العملاء في وقت واحد.

وبيّن أن الإعلانات التجارية التي تقوم بها وكالات السيارات تحتاج قارئاً متمكناً ودقيقاً لمعرفة حقوقه على الوكالة المعلنة، فالصيانة الشاملة على سبيل المثال لا تعني كل جزء من السيارة، ولكن أجزاء محددة منها قد تدخل المستهلك في مشاكل كثيرة بعد البيع.

وذكر البوعينين أن إحدى وكالة السيارات التي تمتلك حصة كبيرة من السوق تقوم باستبدال القطع الأصلية المنتجة في بلد المنشأ بقطع مشابهة منتجة في دول رخيصة لجعل السيارات أقل سعراً من أسعار الوكلاء الآخرين في الدول الخليجية المجاورة.