ستراسبورغ: اتفق الاتحاد الأوروبي الثلاثاء على خطة عمل للوقاية مستقبلاً بصورة افضل من أزمات التزود بالغاز على غرار ما حصل في 2008 و2009 مع روسيا، ولتفادي معاناة مواطنيه من البرد في أوج فصل الشتاء.

وتبنى البرلمان الأوروبي مشروعًا بهذا المعنى. وكانت دول الاتحاد الأوروبي وافقت عليه مبدئيًا في وقت سابق، ولا يزال يتعين عليها المصادقة عليه بصورة رسمية بهدف دخوله حيز التطبيق قبل نهاية هذا العام.

وبموجب هذا المشروع، سيكون في وسع مختلف الدول وشركات الغاز عمليًا أن تطبق خططًا طارئة للتحرك في حال أقفل أحد مصادر الغاز من جانب روسيا أو أوكرانيا خصوصًا. يذكر أن ربع الغاز الذي تستهلكه أوروبا مصدره روسيا، و80% من هذه الإمدادات تمر عبر أوكرانيا.

وسيتعين على شركات الغاز أن تخزن ما يكفي من كميات لمواجهة خطر الشح أو زيادة الطلب عندما يكون الشتاء قاسيًا جدًا، مع الاحتفاظ بكميات غاز احتياطية بما يكفي ثلاثين يومًا من الطلب كحد أدنى.

وينبغي تحسين وضع أنابيب الغاز للسماح بعبور هذه المادة في الاتجاهين بما يمكن دول أوروبا الغربية على سبيل المثال من إرسال الغاز إلى دول أوروبا الشرقية التي تعتمد بقوة على شحنات الغاز الروسية. والمطلوب أيضًا تطوير الوصلات بين شبكات الأنابيب في مختلف الدول في السنوات الثلاث المقبلة بفضل 1.4 مليار يورو مسحوبة من موازنة الاتحاد الأوروبي وإجراءات أخرى، في حين أن الشبكات مجزأة اليوم.

واختصر مقرر المشروع في البرلمان اليخو فيدال-كادراس الوضع بالقول quot;سننتقل من الوضع الذي يعمل فيه كل واحد لنفسه في أوروبا، إلى وضع quot;الفرد للجميع والجميع للفردquot;quot;.

من جهته، أيّد المفوض الأوروبي للطاقة غانتر أويتينغر ذلك قائلاً إن quot;هذا المشروع يشكل خطوة رئيسة إلى الأمام، بحيث يصبح بإمكان كل عائلة الحصول على الغاز حتى في حال توقفت الإمداداتquot;. وسيكون في الإمكان وضع خطط طارئة على المستوى الوطني وعلى المستوى الإقليمي (بالنسبة إلى دول البلطيق على سبيل المثال الضعيفة جدًا، بسبب اعتمادها الكبير على الغاز الروسي)، وعلى مستوى كل الاتحاد الأوروبي.

وسيعود للمفوضية الأوروبية أن تعلن حالة الطوارىء في مجال الغاز في الاتحاد أو على المستوى الإقليمي. وبعد أزمات الغاز في السنوات الأخيرة بين موسكو وكييف، هدأ الوضع على هذه الجبهة منذ انتخاب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا، والذي يعتبر قريبًا من روسيا. وقد وعد أثناء زيارة أخيرًا لبروكسل بأن قطع الإمدادات في اتجاه أوروبا لن يتكرر quot;على الإطلاقquot;.ش