يواجه رجل أعمال بريطاني حكماً بالسجن لتدبيره عملية احتيال بحجم 14 مليون جنيه استرليني حتى انه اصبح معروفا بكونه نسخة بريطانية مصغرة من المحتال الأكبر بيرني ميدوف في الولايات المتحدة.


استدرج تيري فريمان الذي يملك شركة لتوظيف الأموال 700 ضحية الى تسليمه اموالهم زاعما انه يستطيع ان يحولها الى ثروة صغيرة. ولكن فريمان (62 عاما) الذي عاش حياة باذخة خان الأمانة وهدر اموال المستثمرين في سلسلة من الصفقات الفاشلة والهدايا الفاخرة لزوجته الجديدة. وتردد ان بين ضحاياه نجوم كرويون وزوجات رياضيين آخرين معروفين.

ومن الهدايا التي اغدقها فريمان على عروسه الروسية التي تبلغ من العمر نصف عمره ، خاتم ماسي ثمنه 120 الف جنيه استرليني وملابس من اكبر دور الأزياء. كما ابتاع سيارات فارهة ودفع عربونات لشراء بيوت في فرنسا وقبرص واستأجر مقصورة في ملعب ناي توتنهام هوسبر اللندني.

ولكن رجل الأعمال المفلس كان يدير عملية احتيال تستخدم اموال المستثمرين الجدد لدفع ارباح وهمية الى مستثمرين أسبق والايحاء بأن مشروعه الهرمي يواصل نموه بنجاح. وتعتبر اللعبة التي مارسها فريمان مع زبائنه نسخة مصغرة من عملية النصب والاحتيال بقيمة 35 مليار جنيه استرليني التي قام بها بيرني ميدوف اكبر لصوص المال في الولايات المتحدة حيث يمضي حكما بالسجن مدى الحياة.

فريمان خدع الشرطة البريطانية ايضا ومعهم مجرمين استعانوا بشركته لتبييض اموال جمعوها من تجارة المخدرات والسطو المسلح. في النهاية بدأت الشكوك تساور العصابات الاجرامية بمشروع فريمان وهددت بقتله حين تخلف عن اعادة الأموال التي وظفوها في شركته. وتوجه المحتال فريمان الى الشرطة طالبا حمايته واعترف للشرطة بخسارته ملايين الجنيهات الاسترلينية.

وتوصل التحقيق الذي اجرته شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية في لندن الى مئات الضحايا الذي اوقع بهم فريمان بينهم زوجان وظفا 1.4 مليون جنيه استرليني في شركته. وادعا فريمان ان قيمة استثمارهم ارتفعت الى 2.7 مليون جنيه استرليني ولكنه قضمها حتى لم يبق منها إلا 14 الف جنيه استرليني. ويعيش الزوجان الآن في سكن مستأجر. وكانت الغالبية العظمى من ضحاياه اشخاصا اعتياديين فقدوا كل مدخراتهم أو تقريبا كل مدخراتهم.

رسميا سرق فريمان من المستثمرين في شركته 14 مليون جنيه استرليني ولكن الضحايا يعتقدون ان الخسائر الحقيقة تبلغ 25 مليونا. اعترف فريمان يوم الأربعاء بارتكابه عملية نصب واحتيال وتبييض اموال خلال جلسة استماع عقدتها محكمة في لندن. وأُفرج عنه بكفالة على ان يصدر الحكم بحقه في شباط/فبراير.

وكان فريمان أسس في عام 2004 شركة جي اف اكس كابتال لتوظيف الأموال وفتح لها مكتبا ايجاره الشهري 14 الف جنيه استرليني في حي المال والأعمال وسط لندن. وعقد المحتال فريمان سلسلة من الندوات لاستدراج الزبائن متعهدا بعائد ثابت على استثمارهم شريطة ألا يقل عن 5 آلاف جنيه استرليني.