تسلم مؤسس laquo;ويكيليكسraquo;، جوليان أسانج، من مصرفي سويسري سابق يدعى رودلف إيلمر قرصين مدمجين CD في لندن يحتويان على التفاصيل البنكية لآلاف الأثرياء المتهربين من ضرائب بلادهم عبر حسابات سرية في سويسرا، وفقا لما تناقلته وسائل الإعلام الغربية.
لندن: قال ايلمر إنه قدم القرصين لأسانج لأنه يريد الكشف عن مدى تهرب الأثرياء من دفع الضرائب المستحقة عليهم قبل عودته الى سويسرا التي يواجه فيها تهمة سرقة معلومات من بنك laquo;جوليوس بايرraquo;. ويُعتقد أن القرصين يحويان تفاصيل حسابات ألفين من الأفراد والشركات، بمن في ذلك نحو 40 من الساسة وبعض نجوم الفن والرياضة.
وامتنع ايلمر عن إماطة اللثام عن أي من هويّات المعنيين الواردة أسماؤهم في القرصين. لكنه قال إنهم من بريطانيا والولايات المتحدة والمانيا والنمسا وآسيا وlaquo;غيرها من مختلف أنحاء العالمraquo;. وأشار أيضا الى أنهم laquo;رجال أعمال وساسة واولئك الذين صنعوا ثرواتهم في مجال الشركات المتعددة الجنسيات والفنونraquo;.
ووصفهم ايلمر بأنهم laquo;أناس مشاهير من أعمدة مجتمعاتهم تشمل استثماراتهم أشياء مثل العقار والشركات التجارية والأعمال الفنية التشكيلية واليخوت والمجوهرات والخيول النبيلة.. وهلم جراraquo;. وقال هذا الرجل الذي كان يشغل منصبا تنفيذيا في laquo;جوليوس بايرraquo;، وهو أحد البنوك السويسرية الخاصة، إنه يريد خروج الأسرار الى العلن laquo;من أجل تعليم المجتمعraquo;.
وقال: laquo;اعتقد مخلصا أن من واجبي، كمصرفي، أن أقوّم الاعوجاج. أعرف كيفية عمل النظام وآليات العمل التجاري والبنكي اليومي. وأسعى من هذا الموقع لفتح نافذة يطل منها المجتمع على ما أراه. وما أراه مضر كثيرا بالمجتمع لأنه كثير الإعوجاجraquo;.
ومن جهته أشاد أسانج بما أسماه laquo;جهود هذا المصرفي السابق لرفع الستار عن ممارسات غير نزيهة تتم في الظلامraquo;. وأضاف مؤسس ويكيليكس، الذي يواجه تهمتين بالاعتداء الجنسي في السويد ويسعى لمحاربة السلطات البريطانية قضائيا لمنع ترحيله الى ستوكهولم، إنه سيبدأ نشر المعلومات الواردة في القرصين حال التأكد من صحتها، ربما في غضون اسبوعين.
وفي أول ظهور علني له منذ إطلاق سراحه بكفالة الشهر الماضي، خاطب أسانج مؤتمرا صحافيا في لندن قائلا: laquo;قرأت بعض ما كتبه رودلف إيلمر ويبدو لي أنه رجل مخلص وحسن النيّة. واعتقد بالتالي أن واجبنا هو الوقوف معه ومساندته في مساعيه النبيلةraquo;.
وردا على سؤاله عن الوقت الذي سيستغرقه نشر المعلومات المحتواة في القرصين، قال أسانج إن هذا laquo;يعتمد على حجم المعلومات نفسهاraquo;. وأضاف قوله: laquo;سنتعامل مع هذه المعلومات مثل البقية التي نحصل عليها. وعليه فما أن نتأكد من سلامتها حتى نبدأ نشرها كاملة وبدون رقابة أو حذفraquo;. ومضى يقول إن ويكيليكس لا تمانع في تسليم بعض المعلومات للمسؤولين في laquo;مكتب الاحتبال الخطيرraquo; في لندن.
ويذكر أن على ايلمر المثول أمام محكمة بزيوريخ في وقت لاحق من الأسبوع الحالي بتهم تتعلق بـlaquo;الإكراه وانتهاك قواعد السريةraquo; الصارمة التي يتقيد بها القطاع المصرفي السويسري. وكان مصرف laquo;جوليوس بايرraquo; قد طرده في العام 2002 من منصبه وهو كبير ضباط العمليات في هذا المصرف وفي laquo;تراست كومبانيraquo; بجزر الكايمان. ويزعم المصرف أن ايلمر laquo;بدأ حملة تخويف ثأرية شعواءraquo; ضده وراح ينشر laquo;شائعات عنّا لا أساس لها من الصحةraquo;.
وكان ويكيليكس قد نشر بعض المعلومات عن هذا المصرف نفسه في العام 2008. وحدا هذا الأمر بفريق محامي المصرف للسعي - بدون نجاح - الى استصدار أمر قضائي بـlaquo;الاستيلاء على الموقع الإلكتروني وتدميرهraquo;.
التعليقات