عصام المجالي من منطقة البحر الميت: أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اليوم عن إصدار تقرير التنافسية في العالم العربي 2011-2012.

وقد جاءت التطورات الأخيرة التي يشهدها العالم العربي لتسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والاقتصادية القائمة، ولاسيما الحاجة إلى خلق فرص عمل مجزية ومستدامة لنحو 2.8 مليون شاب يدخلون سوق العمل سنوياً. وللحد من البطالة، لا بد من التركيز المتزايد والمستمر على المجموعات الثلاث الأكثر تضرراً - وإن كان بنسب متفاوتة - وهم الشباب والمتعلمون والنساء.

وأكد التقرير أن عملية تعزيز القدرة التنافسية الشاملة ينبغي أن تكون جزءاً من أجندة الإصلاح، كما إن هناك حاجة خاصة إلى إجراءات وتدابير لدعم بيئة عمل حيوية وتنافسية في القطاع الخاص، الذي لا يزال يعاني بيئة أعمال لا تساعد على تطوير المؤسسات والمنافسة الصحية وريادة الأعمال.

ويؤدي الفساد وغياب الشفافية والحواجز التجارية إلى تشويه الأسواق، وإعاقة المنافسة وانخفاض الكفاءة. ويضاف إلى ذلك إن المشاركة الضعيفة للمرأة تحد من فرص التنمية الاقتصادية في المنطقة.

وقال بورغي بريندي، العضو المنتدب للعلاقات الحكومية في المنتدى الاقتصادي العالمي إن ثمة حاجة لإصلاحات تعزز القدرة التنافسية لتحقيق تطلعات المواطنين العرب، ومعالجة الأولوية الرئيسة التي تواجهها المنطقة، وهي خلق فرص عمل مجزية ومستدامة للسكان.

وفي حين حافظت المنطقة على أداء اقتصادي قوي خلال الجزء الأفضل من العقد الماضي، مع تسجيل نمو في إجمالي الناتج المحلي بلغ 5.2 % بين عامي 2000 و 2008 (مقارنة بـ 2.4 % فقط في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية)، فإن الأزمة الاقتصادية العالمية والأحداث الأخيرة أثرت سلباً على معظم الاقتصاد، باستثناء بعض الدول النفطية الغنية التي استفادت من ارتفاع أسعار الطاقة.

وستعتمد قدرة الدول في تحقيق استعادة النمو على سرعة وتصميم وتنفيذ التحولات السياسية والإصلاحات الاقتصادية، فضلاً عن انتعاش الاقتصاد العالمي.

بدوره قال ريتشارد باوتشر، نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن quot;الربيع العربيquot; يقدم فرصة فريدة لتحقيق الرخاء الاقتصادي الواسع الذي يتوقعه المواطنون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويجب على الحكومات أن تستجيب من خلال التركيز أولاً وقبل كل شيء على خلق فرص عمل في القطاع الخاص، والتصدي للفساد. ونحن نعمل على مساعدتهم للقيام بذلكquot;.

وأكد التقرير أنه ينبغي على المنطقة العربية الآن أن تستفيد من فرصة quot;انطلاقة الشبابquot;، وأن تقدم سياسات ومؤسسات شفافة وخاضعة للمساءلة لدعم القدرة التنافسية ورفع مستويات المعيشة. كما يتعين على حكومات المنطقة والمجتمع الدولي العمل يداً بيد من أجل وضع استراتيجيات لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتعزيز فرص العمل، إذا كانت لديهم الرغبة في تلبية تطلعات المواطنين في العالم العربي.