لا شكأن التمويل الميكروي يساهم في إتاحة الفرص لتمكين الفقراء القادرين على العمل والرياديين منهم للوصول إلى الخدمات المالية غير التقليدية لتأسيس مشاريع صغيرة تحقق زيادة في دخلهم وتوفر فرص التوظيف الذاتي وتنشيط الدورة الاقتصادية باستغلال الطاقات الإنتاجية، خاصة الذين لديهم القدرات ولكن يعوزهم توفر رأسمال لا سيما النساء منهم، الأمر الذي يعزز ويوسع من مساهمة هذا القطاع في تغيير حياة ملايين من الفقراء حول العالم، وتطوير اقتصاديات الدول التي تتطلع إلى تحقيق التنمية المحلية المستدامة.


عمان: يبحث المؤتمر السنوي الثامن الذي تعقده شبكة التمويل الأصغر للبلدان العربية(سنابل) في العاصمة الظروف السياسية الراهنة وتأثيرها على قطاع التمويل الأصغر ووسائل معالجة هذه التحديات والتغلب عليها. ويناقش المشاركون في المؤتمر الذي انطلقت فعالياته اليوم برعاية رئيس الوزراء معروف البخيت خلال الأيام الثلاث المقبلة، كلًا من التحديات والفرص التي تواجه المنطقة العربية في ظل النمو المستمر للقطاع، وآثار التطورات والاتجاهات العالمية على المنطقة لا سيما تأثير الثورات و الانتفاضات العربية على حالة القطاع.

وأكد حسن فريد رئيس مجلس ادارة quot;سنابلquot; أن الاعتبارات الاقتصادية تعد من أهم الجذور للانتفاضات والثورات الشعبية، وبالتالي فإن استراتيجيات النمو الشامل تعد من ضروريات الفترة المقبلة لمعالجة القضايا المتعلقة بالفق وانعدام الأمن الغذائي والبطالة. وقال أن مؤتمر هذا العام يأتي وسط بعض التغيرات السياسية الحرجة في المنطقة العربية، ولصعوبات التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن quot;من هنا يستطيع التمويل الأصغر مواصلة مساهماته الإيجابية في التنمية الاقتصادية والادماج المالي في المنطقةquot;.

وأضاف ان قطاع التمويل الأصغر في العالم العربي حقق زيادة ملموسة في معدلات النمو خلال العقد الأخير، حيث بلغ عدد المقترضين 3.2 مليون مقترض كما بلغ اجمالي قيمة المحفظة حوالي 2 مليار دولار بنهاية 2010. وقال: quot;بالرغم من النمو والانتشار الذي حققته مؤسسات التمويل الأصغر في الوطن العربي ما زال القطاع يواجه العديد من التحديات التي حالت دون تحقيق الهدف الذي حدده المؤتمر الرابع لسنابل و الذي عقد في 2007 تحت شعار quot;مكافحة الفقر: 10 ملايين مستفيد بنهاية 2010quot; حيث وصل عدد المقترضين الى 3.2 مليون مقترض نشط فقط كما سبق ذكره. لذلك يتبنى مؤتمرسنابل في دورته الثامنة شعار quot;التمويل الأصغر في المنطقة العربية: ما بين تحديات الماضي وفرص المستقبلquot;.

يذكرأنه يشارك في فعاليات المؤتمر السنوي الثامن لشبكة التمويل الأصغر للبلدان العربية (سنابل) التي تستمر ثلاثة أيام أكثر من (600) مشارك من (28) دولة، حيث سيناقش المشاركون في المؤتمر من خلال أكثر من (20) جلسة عمل في ثلاثة محاور رئيسية تشمل إدارة المخاطر في صناعة التمويل الأصغر والتمويل بمسؤولية ومراقبة الأداء الاجتماعي لمؤسسات التمويل الميكروي وتنوع المنتجات و تطوريها. كما سيركز المؤتمر على دمج هذه المحاور جميعها بالقوانين والأنظمة المعمول بها في العالم العربي والأردن والتي جميعها ستقود هذه الصناعة إلى مستقبل أفضل وأداء متطور.