من وقت الى اخر يزاح الستار عن اسرار تتعلق بالازمة المالية العالمية تدعو الى التساؤل والغرابة، واخر المعلومات التي نشرتها احدى الصحف الالمانية المهتمة بالشؤون المالية تقول ان المصرف المركزي الاميركي Fed ساعد بالمليارات مصارف كثيرة ومن بينها مصارف اجنبية و المانية.


برلين: حسب ما نشرته صحيفة فينشنشال تايمز دوتشلاند الواسعة الاطلاع في الاوساط المصرفية الاميركية, كل المصارف الالمانية الكبيرة تقريبا اقترضت من المصرف المركزي الاميركي في وقت كانت الولايات المتحدة تواجه اشد ازمة مالية عرفتها منذ عقود طويلة. فالى جانب دويتشه بنك ودي تسي بنك والبنك التجاري كومرس بنك هناك ايضا مئات المصارف الاقليمية الالمانية اقترضت منه المليارات ايضا.

في عامي 2008 و 2009 قدم المصرف المركزي الاميركي في عمليات انقاذ ضخمة خلال الازمة المالية قروضا مجموعها 3،3 تريليون دولار من احتياطه عبر 21 الف عملية نقل اموال، والجهات المتلقية لم تكن فقط مؤسسات اميركية وشركات كبيرة مثل جنرال موترز تواجه ضائقة مالية، بل ايضا مصارف اجنبية منها في المانيا. فهذه المصارف غير الاميركية حصلت على قروض قصيرة المدى تقدر بمئات المليارات. فحصل البنك التجاري الالماني quot;كومرس بنكquot; على سبيل المثال على 13 مليار دولار دفعة واحدة اضافة الى قرض اخر بقيمة 25 مليار دولار وافقت عليه ادارة المصرف المركزي. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تقدم بطلب لاقتراض 7،25 مليار دولار. كما حول المصرف المركزي الاميركي مبلغ 37 مليار دولار الى المصرف السويسري UBS على شكل اوراق مالية واعتبر القرض الاضخم الذي يقدم منذ اندلاع الازمة المالية عام 2008.

وحسب المعلومات التي نشرتها الصحفية الالمانية فمصرف الاستثمارت غولدمان ساخس حصل من المصرف المركزي الاميركي في 84 مرة على 18 مليار دولار، وذلك بعد انهيار مؤسسة ليمان برازر في شهر ايلول( سبتمبر) عام 2008 ومنافسه مؤسسة مورغن ستنلي 212 مرة، وحجم الاموال وصل الى 60 مليار دولار. ايضا مصرف بركليس وبي ان بي وباريبا، لكن المستفيد الاكبر كان بالطبع المصارف الاميركية منها مورغين ستنلي وبنك اوف اميركا وسيتي بنك ومريل لنتش.

وفي هذا الصدد, يقول الخبير المالي الالماني في فرانكفورت غونتر ليبيش كما يبدو فان المصارف الاجنبية غير الاميركية كانت المستفيد الاكبر من برامج المصرف المركزي الاميركي، ايضا كمصدر من اجل الحصول على الدولار الاميركي ودعم المؤسسات المالية الاوروبية التي تواجه مشاكل مالية، اذ وجد 600 مليار دولار تقريبا طريقا الى المصارف المركزية الاجنبية. ويعيد سبب اقدام هذا المصارف على الاقتراض من المصرف المركزي الاميركي شروط الاقتراض المغرية و الجذابة التي يقدمها مقارنة من المؤسسات المالية الدولية الاخرى.

ومع ان برنامج القروض الذي يقدمه المصرف المركزي الاميركي واقر لعامي 2008 و2009 قد انتهت مدته من اجل دعم الاقتصاد، وتم ايفاء كل المبالغ المستحقة على المصارف الالمانية وغيرها من دون خسائر للجانب الاميركي، لكن هناك حديث عن برامج اخر له مثيلة ما زالت سارية المفعول رغم الازمة المالية الاميركية، لان مثل هذه الصفقات تأمن للمصرف الاميركي كما يبدو ارباحا ضخمة جدا.