الطلب المتزايد على المواد الغذائية العضوية دفع ببعض مصانع المواد الغذائية في ألمانيا إلى التحول واعتماد هذا الإنتاج، كما إن إنتاج المواد الغذائية العضوية في البلاد نما بشكل سريع جدًا، وزاد بنسبة 180 %، كما زادت مساحات الأراضي التي تزرع فيها هذه المواد والمصانع التي تنتجها أكثر من 75 %.


قطاع المواد الغذائية العضوية يحقق إيرادات كبرى في ألمانيا

اعتدال سلامه من برلين: منذ الآن تعتبر ألمانيا الأولى في أوروبا كسوق للمواد الغذائية العضوية التي تنمو من دون أسمدة كيميائية أو مبيدات مضرة بالبيئة. هذا التحول لم يعد فقط بالنفع على صحة المستهلكين، الذين يتناولون هذا الغذاء، بل أصبح هذا القطاع محركًا لإحداث الآلاف من فرص العمل.

فإلى جانب المحال الخاصة بالمواد العضوية يجد المرء في معظم المحال التجارية الكبيرة والصغيرة، إن في المدن أو القرى، حيزًا كبيرًا لعرض المواد الغذائية العضوية، من الفاكهة والخضر، التي تحفظ حاليًا ضمن شروط طبيعية وخالية من المواد الكيمائية الحافظة، مرورًا بالأسماك واللحوم الطازجة للمواشي والحيوانات التي تتم تغذيتها على الأعلاف الخالية من الهرمونات أو مواد أخرى غير طبيعية إلى أنواع المربى والأجبان والألبان والخبز وغيره. ومع أن أسعارها تكون عادة أعلى من أسعارالسلع المنتجة بالطرق التقليدية، إلا أن الإقبال على شرائها أصبح كبيرًا.

السبب في ذلك يعود إلى أن شراء المواد الغذائية لدى فئات في ألمانيا يتم الآن بناء على شروط حماية الصحة والبيئة والطبيعية، ويجب أيضًا أن يكون لها مذاق، ما يعني أن نسبة من المستهلكين لم تعد تغريهم الدعايات والإعلانات عن هذه السلعة أو تلك، وهم على استعداد لدفع مبالغ أعلى، ما جعل قطاع إنتاج المواد الغذائية العضوية ينافس مثيله الخاضع لشروط نمو بعضها بعيد كل البعد عن حماية الصحة.

الطلب المتزايد على المواد الغذائية العضوية دفع ببعض مصانع المواد الغذائية إلى التحول واعتماد هذا الإنتاج، وهناك اليوم 5900 مصنع في ألمانيا يشغل أكثر من 544 ألف عامل، ما يجعله يحتل المركز الرابعة من بين المؤسسات التي توفر أماكن عمل وتتمتع باستقرار الإيرادات والأرباح، في الوقت الذي يعاني قطاع صناعة الأغذية على أنواعها تراجعًا بسيطًا في الأرباح.

فمصانع المواد الغذائية العضوية تلبّي رغبة المستلك، فلا توفر له الطعم الطيب، بل والنوعية أيضًا، لأنها غالبًا ما تباع طازجة، لكن في الدرجة الأولى خالية من المواد الحافظة.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية العضوية هذا العام بنسبة 2.4 %، إلا أن هذا القطاع حقق إيرادات كبيرة، وتظهر ذلك بيانات جمعية البحوث الاستهلاكية. إذ إن إيراداته وصلت في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام إلى 61 مليار يورو، بنمو بلغ تسعة في المائة أكثر من الفترة نفسها من عام 2010، وحوالى 28 % تم تصديره إلى الخارج.

هذه الأرباح شجّعت قطاع إنتاج الأغذية العضوية سلوك طرق إنتاج جديدة من أجل تلبية رغبات المستهلك، الذي يتفادى اليوم مثلاً تناول الألبان كاملة الدسم في الحليب أو غيره، لذا قررت مصانع، كمصنع كاتيس في مدينة أمريش، إنتاج لبن للبالغين من دون جيلاتين حيواني، حقق حتى الآن أرباحًا كبيرة بعد إقبال النساء خاصة على تناوله.

مقارنة مع عام 2000 وحتى عام 2010 فإن إنتاج المواد الغذائية العضوية في ألمانيا نما بشكل سريع جدًا، وزاد بنسبة 180 %، كما زادت مساحات الأراضي التي تزرع فيها هذه المواد والمصانع التي تنتجها أكثر من 75 %.

على الرغم من هذه الأرقام المرتفعة، إلا أن مكانة المواد الغذائية العادية مازالت كبيرة، إذ ليس بإمكان الجميع دفع ثمن كيلو من البطاطا العضوية 1.5 يورو، في وقت يمكنهم بهذا المبلغ شراء كيس وزنه ثلاثة كليلوغرامات، وهذا ينطبق على اللحوم والأسماك والخبر. لكن ذلك لا يعني أن القطاع لم يخسر المستهلكين الذين يفضلون اليوم المواد الغذائية العضوية، ما سبب تراجعًا بسيطًا في إيراداته وصلت العام الماضي إلى 134 مليار يورو.