يجري إيقاف الشاحنات التركية، التي تعتمد على سوريا بوصفها بلد مرور، أو تُفرض عليها رسوم عند الحدود بسبب الأضرار التي بدأت تتكبدها التجارة التركية مع الشرق الأوسط من جراء موقف أنقرة المتشدد تجاه النظام السوري، كما أفادت مصادر في قطاع النقل.


الكلفة الإجمالية للمرور عبر سوريا ارتفعت الآن من 1300 دولار إلى 2600 دولار للشاحنة الواحدة

إعداد عبد الإله مجيد: مُنعت مئات الشاحنات التركية من دخول سوريا، فيما كانت السلطات السورية توقف الشاحنات العائدة عبر الأراضي السورية إلى تركيا على الحدود بين سوريا والاأردن.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد مناطق الحدود التركية ـ السورية توترًا متزايدًا. وقال قرويون يوم الأربعاء إن القوات السورية فتحت النار قرب الحدود، كما أفادت وكالة رويترز. وقالت دمشق يوم الثلاثاء إنها أحبطت محاولة تسلل، قامت بها مجموعة مكونة من 35 مسلحًا جاؤوا من الجانب التركي، ولكن أنقرة نفت ذلك.

ويرى مراقبون أن هذا هو أحدث اختبار إرادات بين دمشق وحكومة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، الذي دعا في الشهر الماضي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي.

وفرضت حكومة أردوغان عقوبات محدَّدة ضد النظام السوري، شملت عددًا من البنوك الكبيرة ورجال الأعمال، ممتنعة عن اتخاذ إجراءات تجارية اقتصادية أشمل. لكن دمشق تسعى إلى رفع الثمن، الذي تدفعه أنقرة عن سياستها الجديدة، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز.

ومن بؤر التوتر في هذه المواجهة منطقة الحدود في إقليم هتاي في جنوب تركيا، حيث تمر عادة 300 شاحنة يوميًا إلى سوريا، ثلثاها في طريقها إلى بلدان خليجية وأبعد.

وقدر محمد بكر، الذي يملك شركة نقل، أن طابور الشاحنات على معبر هتاي يمتد 10 كلم. لكنه أضاف مع سائقين آخرين إن المشكلة أكبر على الحدود السورية مع الأردن، حيث تنتظر الشاحنات التركية مدة أيام عمليًا.

إقرأ المزيد

بعد التزام أنقرة مواقف الجامعة العربية في فرض عقوبات على دمشق

التجارة بين تركيا والشرق الأوسط ضحية الأزمة السورية المتواصلة

تركيا تفتح ممرات تجارية جديدة متجنبة الأراضي السورية

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن بكر قوله إن سائقي الشاحنات يواجهون مشاكل تتعلق بالأكل والشرب والمرافق الصحية. وتوقع أن يستمر هذا الوضع quot;ما دام نظام الأسد قائمًاquot;.

وتقول تركيا إنها الطرف الأقوى في هذا الصراع، مؤكدة أن النظام السوري بدأ يسمح بمرور الشاحنات الآتية من الجانب التركي، رغم مضاعفة رسم المرور مرتين بعدما فتحت أنقرة طرقًا بديلة.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة التركي ظافر جاغليان إن تركيا ليست مضطرة للمرور عبر سوريا في تجارتها مع الخليج، مشيرًا إلى أن لدى تركيا خطط بديلة عدة. وأضاف إن تركيا تستطيع أن تشحن البضائع بحرًا إلى الأسكندرية أو بيروت أو تنقلها عبر الأراضي العراقية.

وقال السائق حسن دبجيجك إن الشاحنات، التي تدفع 600 دولار الآن بدلاً من 300 دولار، يُسمح لها بالمرور، وإنه من المرجّح أن يصبح طابور الشاحنات على معبر هتاي أقصر. لكن شركات نقل تركية قالت إن بدائلها في الواقع محدودة، وإن مصروفاتها ارتفعت نتيجة الإجراءات السورية.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مالك شركة نقل في هتاي إنه ليس أمام الشركات سوى دفع التعرفة الجديدة، لأنه quot;ليس لدينا بديلquot;. وأوضح أن المسافة إلى العربية السعودية من هتاي عبر الأراضي العراقية تبلغ 1900 كلم بالمقارنة مع 560 كلم عبر سوريا. وأضاف إن المرور عبر الأراضي العراقية أقل أمانًا، رغم أن سائقي الشاحنات حاولوا تفادي المرور عبر سوريا أيام الجمعة، التي تشهد أكبر الاحتجاجات، لتفادي أعمال العنف.

وقال أنغين أوزمين رئيس رابطة شركات النقل الدولية في تركيا إن الكلفة الإجمالية للمرور عبر سوريا ارتفعت الآن من 1300 دولار إلى 2600 دولار للشاحنة الواحدة. لكنه توقع أن تخفف دمشق موقفها بشأن الرسوم لاحقًا.