طلال سلامة من برن: لن يستطيع المصرف المركزي الأوروبي الاعتماد على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في حال وقوعه في أزمة مالية حادة. فخطة إنقاذ النظام المصرفي الأميركي المعروفة باسم quot;تاربquot; (Troubled Assets Relief Program)، الذي وضعت في عهد جورج بوش، لن تكون كافية. ما يعني أن مناورات الاحتياطي الفيدرالي لإنقاذ المصارف الأميركية الكبيرة، إنما المتعثرة مالياً quot;توو بيغ تو فايلquot;، ستكون ضعيفة.
يذكر أن خطط الإنقاذ المصرفية ستكون محور الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام المقبل. ولن تنجح أميركا في مساعدة أوروبا مالياً، بما أن الأموال الموضوعة في تصرف الاحتياطي الفيدرالي قد تغطي، بالكاد، جزءًا من حاجات المصارف الأميركية.

حتى اليوم، حصلت المصارف الأميركية الكبرى على ما مجموعه 7.7 ألف بليون دولار من الاحتياطي الفيدرالي. وهذا يمثل 50 % من الناتج المحلي الأميركي، الذي يرسو كل عام على 14 ألف بليون دولار.

ولو قورنت الأموال، التي حقنها الاحتياطي الفيدرالي في المصارف وبورصة وول ستريت، بخطة quot;تاربquot;، لوجدنا أنها أعلى عشرة أضعاف من مجموع ما خصص لتنفيذ خطة quot;تاربquot;، وهي عبارة عن صندوق إنقاذ مالي، وضعه جورج بوش في عام 2008 لإنقاذ المصارف من الإفلاس. بوساطة هذه المساعدات، نجحت المصارف الأميركية في تحقيق أرباح مقدارها 13 بليون دولار من عمليات بيع وشراء الأصول.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة ميشيل باخمان لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن المساعدات (بالأحرى القروض) التي قدمها الاحتياطي الفيدرالي إلى المصارف الأميركية، أي 7.7 تريليون دولار، مبلغ عملاق مقارنة بما تم تقديمه إلى اليونان، لغاية اليوم، أي 340 بليون يورو، كان آخر قسم منها مبلغ 100 بليون يورو، انطلق من بروكسل في 26 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي.

علاوة على ذلك، تنوه باخمان بأنه من الصعب رؤية أي تدخل مالي أميركي في مشاكل دول اليورو قريباً. ما يعني أن حلول المركزي الأوروبي ستدخل ثقباً أسوداً، لا سيما إن كانت هذه الحلول تعتمد على مساعدات أو قروض من مصارف مركزية أجنبية. ينبغي أيضاً متابعة أحوال المصارف المركزية الآسيوية، التي أبدت استعدادها لمساعدة أوروبا.

قبل ذلك، تشير الخبيرة باخمان إلى أن هذه المصارف الآسيوية ينبغي عليها فكّ عقدة التضخم المالي لديها، قبل التطرق إلى معالجة الشؤون الدولية. فالسباحون المبتدئون عاجزون عن إنقاذ أي غريق أمامهم.