أفاد مكتب الإحصاء في أميركا أن معدل النمو السكاني هناك خلال هذا العام هو الأبطأ منذ عقد الأربعينات من القرن الماضي، مع استمرار الأوضاع الاقتصادية القاتمة في خفض معدلات الولادة وانخفاض الهجرة إلى أدنى مستوياتها منذ العام 1991. جاء هذا الإحصاء، الذي يعدّ الأول من نوعه لمعدلات النمو السكاني في الولايات المتحدة خلال العقد الجديد، ليقدم أدلة جديدة على أن المتاعب الاقتصادية، التي أثرت بالسلب على البلاد طوال السنوات الماضية، ما زالت تلقي بظلالها القاتمة حتى الآن.


معدلات الولادة في أميركا سجلت انخفاضاً حاداً خلال الركود

وفقاً لأحدث تقديرات المكتب الإحصاء في أميركا، فقد نما عدد السكان بنسبة 2.8 مليون شخص في الفترة من نيسان/أبريل 2010 حتى تموز/يوليو 2011.

وتلك الزيادة السنوية، التي تقدر بحوالى 0.7 % عند حسابها للعام المنتهي في تموز/ يوليو عام 2011، هي الأصغر منذ عام 1945، حين انخفض عدد السكان بنسبة 0.3 % في آخر عام من الحرب العالمية الثانية.

وفي بيان رسمي، أصدره في هذا الصدد، وأبرزته اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية، قال روبرت غروفز، مدير مكتب الإحصاء: quot;يقف معدل النمو الإجمالي للبلاد الآن عند أدنى مستوياته منذ الفترة التي سبقت حدوث طفرة في المواليدquot;.

وقال ويليام فراي، الديموغرافي البارز في معهد بروكينغز: quot;تسبب المعدل المتباطئ في وضع البلاد في مكان لم نتواجد فيه منذ فترة طويلة للغاية. ونحن لا نمتلك الحيوية، التي تغذي الاقتصاد وشعور الناس بالتنقلية. والناس بلا أهداف في الوقت الراهنquot;.

وأوضح فراي أن الزيادة الصافية للمهاجرين إلى الولايات المتحدة خلال العام الذي انتهى في تموز/ يوليو الماضي، قدرت بحوالى 703 ألف مهاجر، وهي النسبة الأصغر منذ عام 1991، عندما بدأت تتسارع موجة الهجرة، التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي.

وهو المستوى الذي بلغ الذروة في عام 2011، عندما وصلت الزيادة الصافية للمهاجرين إلى 1.2 مليون مهاجر، وكانت لا تزال أكثر من مليون مهاجر في عام 2006. لكن هذا المستوى تباطأ بشكل كبير عندما انهارت سوق الإسكان، واختفت الوظائف المرتبطة بفترة ازدهارها، والتي كانت تحظى بشعبية في أوساط المهاجرين.

وقال جيفري باسيل، الديموغرافي البارز في مركز بيو اللاتيني، إن جزءًا كبيراً من الانخفاض، الذي حصل خلال السنوات الأخيرة، كان بين المهاجرين غير الشرعيين، مضيفاً أن عمليات الاعتقال، التي تتم لهم على الحدود، تقدر الآن بـ 20 % فقط، مما كانت عليه قبل عشرة أعوام.

كما لفتت الصحيفة في هذا السياق إلى الدور الذي ساهم فيه أيضاً تأخر معدل المواليد، ونقلت في هذا الصدد عن كينيث جونسون، الديموغرافي البارز في معهد كارسي التابع لجامعة نيوهامبشاير، قوله إن معدلات الولادة في الولايات المتحدة الأميركية سجلت انخفاضاً حاداً خلال فترة الركود وفي الفترة التي تلتها بعد ذلك، بنسبة قدرها 7.3 % في الفترة ما بين عامي 2007 و2010.