ما إن أطلقت وزارة الخارجية السويسرية تحذيرها، يوم أمس (الاثنين)، حول مخاطر السفر إلى مصر، في الوقت الراهن، حتى بدأت الجسور التجارية والسياحية، بين سويسرا ومصر، تغلق أبوابها تدريجياً، على أمل أن تستعيد مصر وضعها الأمني الطبيعي بأسرع ما يمكن.


برن: سارعت شركة quot;سويسquot;، التابعة اليوم إلى شركة quot;لوفتهانزاquot;، سوية مع كل مكاتب السفريات المشرفة على تنظيم العروض السياحية، من سويسرا إلى مصر، إلى تجميد رحلاتها وأنشطتها كافة في مصر. هكذا، ستنحصر أنشطة شركة quot;سويسquot; على تنظيم إجلاء الرعايا السويسريين، الراغبين في الهرب من المدن المصرية الحساسة، كما القاهرة والأسكندرية والسويس والإسماعيلية، في الأيام المقبلة.

من جانبهم، يُجمع الخبراء المحليون على أن مكاتب السفريات في سويسرا ستكون الأكثر تأثراً بالأوضاع الأمنية التي تعصف (وستعصف) في بعض الدول العربية، الأفريقية والشرق أوسطية. إذ إن إيجاد البدائل، للسياح السويسريين الراغبين في الابتعاد عن برد سويسرا القطبي والاقتراب من طقس شمال أفريقيا ودول البحر الأبيض المتوسط الدافيء، صعب حالياً وغير قابل للتنظيم بسرعة. ما يعني أن هذه المكاتب ستجد نفسها مضطرة لإعادة دفع أموال هؤلاء السياح الذين لم يسافروا بعد إلى مصر.

أما أولئك الموجودين هناك والراغبين في الهرب من احتمال اندلاع حرب أهلية فإنه ينبغي على هذه المكاتب تنظيم عودتهم إلى الوطن عن طريق شركة quot;سويسquot; أو شركات طيران أخرى. في كل الأحوال، فإن أرباح مكاتب السفريات السويسرية سرعان ما تحولت إلى خسائر محدودة إلى الآن قد تهدد مئات الوظائف في القطاع السياحي الوطني بالانقراض العام.

ولا شك في أن الأحداث الأمنية، التي غمرت بعض الدول العربية، زادت الوضع السياحي السويسري تعقيداً بما أن قوة الفرنك السويسري كانت وحدها الشغل الشاغل الوحيد لرجال الأعمال في هذا القطاع. أما اليوم فإن الأحداث الدولية زادت الطين بلة.

في سياق متصل، تشير دانييلا لوتي، من اتحاد مكاتب السفريات السويسرية (SRV)، لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن الشركات السياحية المحلية، التي تشرف على كل الحجوزات وترويج عروض السفر عبر الشبكة العنكبوتية، الأكثر تأثراً بأحداث مصر هي quot;كونيquot; (Kuoni) وquot;توي سويسquot; (Tui Suisse) وquot;هوتيل بلانquot; (Hotelplan). هذا وتقدر هذه الخبيرة عدد السواح السويسريين، الذين وصلوا أخيراً إلى مصر عبر مكاتب السفريات الثلاثة هذه، بحوالي 1600 سائح.

علاوة على ذلك، تتوقف الخبيرة لوتي للإشارة إلى أن الخسائر، المتعلقة بترحيل الرعايا السويسريين من مصر، ما زالت محدودة لأن الكثيرين منهم اختاروا البقاء هناك. لكن، وفي حال شهدت الأحداث الأمنية منعطفاً جديداً فإن هذه الشركات ستضطر إلى خوض عمليات إجلاء كبيرة، عن طريق شركة quot;سويسquot; (بصورة مجانية) أو شركات أخرى، قد تطلب من مكاتب السفريات هذه أكثر من ألف دولار أميركي لتأمين مقعد على متن طائراتها لكل مسافر سويسري.