بعد آخر حلقة من الاضطرابات الأمنية، التي حاصرت مصر من الجوانب كافة، عاد سعر برميل النفط إلى مستويات سجلها قبل عامين.


برن: يرصد الخبراء السويسريون وغيرهم فرقاً بحوالي 10 دولارات وأكثر بين سعر برميل نفط quot;برنتquot;، المتداول به في بورصة لندن، والذي يرسو على حوالي 100 دولار أميركي، وسعر برميل النفط الأميركي الخفيف (wti) الذي يتراوح بين 88 و90 دولارًا أميركيًا، راهناً.

وعادة تكون معادلة الأسعار النفطية هذه معكوسة، أي إن سعر برميل نفط (wti) طالما كان أعلى من سعر quot;برنتquot; لكونه أخف وأفضل نوعية وذي تكاليف نقل مواتية، إنما عالية قليلاً داخل الولايات المتحدة الأميركية.

فمنذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) بدأ سعر برميل النفط الأميركي الخفيف يتآكل أمام نظيره اللندني، أي quot;برنتquot;. من جانبهم، يرى خبراء النفط السويسريون أن ما يحصل من تباين في الأسعار النفطية، الذي من شأنه توليد دوامة من المضاربات الحادة على المدى القصير، ينتمي إلى تحركات تقنية منوطة بمستوى الاحتياطات النفطية الكبيرة، الموجودة في quot;كاشينغquot; (Cushing)، في أوكلاهاما الأميركية.

هذا ويتم استعمال هذه الاحتياطات، عادة، لتسليم كميات النفط التي يتم شرائها عن طريق العقود الآجلة. وفي نهاية الشهر الماضي، كان مجموع هذه الاحتياطات، في quot;كاشينغquot;، 37 مليون و667 ألف برميل من النفط. وذاك مستوى لم يرصده الخبراء منذ شهر أغسطس (آب) الفائت. ولا شك في أن ارتفاع مستوى هذه الاحتياطات متعلق بتراجع الطلب على النفط الأميركي. هكذا، تتراجع الأسعار ويتقلص الربح.

في سياق متصل، يشير الخبير أندريه بيرفروا لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن تراكم المخزون النفطي، في quot;كاشينغquot; الأميركية، الذي يلعب دوراً مهماً في تآكل أسعار النفط الأميركي، من جهة، وتراجع كمية النفط المتدفقة من منصات استخراج النفط في بحر الشمال، الذي من شأنه رفع أسعار نفط quot;برنتquot;، من جهة أخرى، يفسر، بصورة جزئية، ما يحصل اليوم من تباين في الأسعار بين نفط quot;برنتquot; و(wti).

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بيرفروا بأن نفط quot;برنتquot; أضحى مرجعاً بالنسبة إلى الدول الآسيوية التي لا يتوقف لديها الطلب على شراء كل أنواع الوقود. كما إن حادثة التسرب النفطي الذي عانته شركة quot;بي بيquot; في ألاسكا في الأسابيع الماضية، دعمت أسعار نفط quot;برنتquot; على حساب أسعار النفط الأميركي الخفيف (wti)، وفق رأي هذا الخبير.

وبما أن التباين الحاصل اليوم، بين أسعار هذين النوعين من النفط الخام، ينتمي إلى مستويات quot;شاذةquot; فإن المضاربات، كما يشير الخبير بيرفروا، تدخل اللعبة بصورة أوتوماتيكية. إذ يكفي شراء النفط وبيعه عبر نقرة بسيطة على شاشة الكمبيوتر. وتتدفق الأرباح من السماء على المضاربين الموجودين في منازلهم المريحة بملايين الدولارات، عن طريق معادلة تجارية quot;بدائيةquot; جداً تتمثل في استغلال الفرق في الأسعار.