أعلن رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل عوفر عيني أن quot;الهستدروتquot; وبالتعاون مع مركز الحكم المحلي واتحاد الصناعيين في إسرائيل سينفذون سلسلة إجراءات احتجاجية، مترافقة مع إعلان نزاع عمل مع الحكومة، في ظل موجة الغلاء التي تجتاح البلاد بدءًا من اليوم الخميس.


النقابات الإسرائيلية تهدد بتنفيذ إضراب عام احتجاجًا على الغلاء

القدس: يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير ماليته يوفال شتاينتس سياسة quot;الزيك زاك- المماطلة والتسويفquot;، ويمارسان سياسة اقتصادية تمسّ بالطبقات المسحوقة والفقيرة في المجتمع الإسرائيلي. فمنذ بداية السنة الحالية يشهد السوق الإسرائيلي ارتفاعًا في أسعار المنتجات الأساسية، ما أدى إلى موجه غلاء غير مسبوقة، تصعب على المواطنين توفير أبسط الاحتياجات لعائلاتهم.

أسباب التصعيد
في بداية شهر شباط/فبراير الحالي، أعلنت وزارة البنى التحتية عن رفع أسعار الوقود بدءًا من 1\2\2011 بنسبة 1.68 %، وعبارة عن (12 اغورة) إضافية، وأصبح سعر لتر البنزين 95 أوكتان 7.62 شيكل، يضاف إلى هذا السعر 13 اغورة للتر الواحد، فيما إذا كان شراء البنزين بوساطة عامل المحطة.

الارتفاع في أسعار البنزين هو الثاني خلال العام 2011، وذلك بسبب قرار وزارة المالية الإسرائيلية فرض ضرائب إضافية على المشتقات النفطية. وتبيّن معطيات مركز الأبحاث التابع للكنيست أن المستهلك في إسرائيل يدفع ضرائب أكثر على البنزين من المستهلك الأوروبي بنسبة 26 %، وتصل نسبة الضرائب من سعر البنزين إلى نحو 58 %، وهي من بين النسب الأعلى في العالم. وقد انتهجت وزارة المالية سلسلة من الخطوات لرفع الضرائب على أسعار البنزين، بدون علاقة لأسعار السوق.

وزارة المالية تبرر
الزيادة التي فرضتها وزارة المالية على المشتقات النفطية تأتي كجزء من السياسة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية، لضمان دخل إضافي لخزينة الدولة، ولتغطية الزيادة في ميزانية الدولة، حيث ستخضع أسعار البنزين والمشتقات النفطية إلى زيادة سنوية، إضافة إلى غلاء الأسعار في الأسواق، بشكل دوري.

الطبقات الفقيرة المتضرر الأول والأخير
إلى ذلك، تتواصل موجة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في اسرائيل، فقد تم رفع أسعار الخبز هذا الأسبوع، ومن قبله أسعار الوقود والبيض، وسلسلة طويلة من المواد الغذائية الأساسية، التي هي غذاء أساسي لدى الشرائح الفقيرة.

ووفق تقرير دائرة الإحصاء المركزية، فإن مجمل التضخم المالي في العام الماضي 2010، كان بنسبة 2.7 %، لكن حسب التقرير عينه، فإن التضخم بالنسبة إلى الشرائح الغنية، كان 2.2 %، بينما للشرائح الفقيرة بلغ 3 %، وهذا يعكس الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية، التي تستهلكها الشرائح الفقيرة.

نزاع عمل وتهديد بإضراب في المرافق العامة
هذا ومن المتوقع أن يعلن اليوم الخميس رئيس اتحاد النقابات العامة quot;الهستدروتquot; عوفر عيني عن نزاع عمل في المرافق العامة في إسرائيل، في غضون أسبوعين، ما يعني تشويش عمل المؤسسات الرسمية والعامة وعرقلة عملها، إضافة إلى قيامها بتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية على مفارق الطرق والشوارع الرئيسة، احتجاجًا على موجة غلاء غير عادية اجتاحت السوق الإسرائيلية.

وقال عيني إن quot;إعلان نزاع العمل يجيء في أعقاب رفض رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الاستجابة للنداءات برفع الحد الأدنى من الأجور وتخفيض أسعار المياه والمحروقات والخبزquot;.

فيما انضم رئيس مركز الحكم المحلي شلومو بوحبوط إلى مطالب عيني، وهدد بالإعلان الإضراب في السلطات المحلية في إسرائيل، وذلك احتجاجًا على ارتفاع الأسعار في الدولة، ورفض الحكومة الاستجابة لمطالب كبح ارتفاع الأسعار الفاحش.

ودعا بحبوط الجمهور في إسرائيل إلى كسر الصمت والخروج إلى الشوارع احتجاجًا على غلاء أسعار الخبز والمياه والوقود، قائلاً quot;إنني سأدعو الجمهور إلى يوم غضب ضد ارتفاع الأسعارquot;، حيث إن المواطنين في إسرائيل ومصر يناضلان من أجل هدف مشترك.

وأكد quot;نحن لن نطالب بإسقاط الحكومة لأننا دولة ديمقراطية، ولكننا سنخرج إلى الشوارع، وليس من المنطق أن نكون رؤساء السلطات وحدنا في الميدان، وعلى كل النقابات والمنظمات الأهلية أن تخرج إلى الشوارع من أجل الهدف نفسهquot;.

رئيس اتحاد نقابة الصناعيين شرغا بورش دعا بدوره إلى إعادة الفائض من أموال الضرائب، والتي قدرت في عام 2010 بنحو 12 مليار شيكل، من أجل التخفيف عن المواطنين وتصريفها في منفعة الجميع، إلا أن وزارة المالية رفضت ذلك. وأسف بورش quot;لهذا الإجراء، ولكن وزير المالية طالما رفضت الحوار معنا، ولهذا يرفضون الاستماع إلى مطالبنا، وإنهم لا يعلمون أنهم بذلك يزيدون الطين بلةquot;.

ليفني: نتانياهو فاقد الشفقة
الهجوم على سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم تكن فقط من قبل ممثلي النقابات والسلطات المحلية، بل انضمت زعيمة المُعارضة ورئيسة حزب quot;كاديماquot; تسيبي ليفني، ورأت أن quot;نتانياهو لا يكن الشفقة على الإطلاق للطبقات المحتاجة، بل يحبذ التمسك بنظريات سياسية، كانت قد انهارت منذ مدة طويلة، وهو يهمل واجبه المتمثل في ضرورة عقد اجتماعات دورية مع رئيسة المعارضة لإطلاعها على آخر التطورات في المجالات كافةquot;.

الليكود: تحذيرات من خسارة السلطة
وفي الأيام الأخيرة شهد حزب quot;الليكودquot; الحاكم تحركًا quot;اجتماعيًاquot;، حيث وجّه عدد من الوزراء والنواب وأعضاء في الحزب انتقادات حادة لنتانياهو وهجوم حاد، ووجّهوا أصابع الاتهام إليه ولوزير المالية يوفال شطاينس، في أعقاب رفض خفض أسعار الوقود.

واعتبر الكثير منهم أن سياسات نتانياهو ستؤدي إلى فقدان quot;الليكودquot; للسلطة، في حال استمر نتانياهو بانتهاج السياسة نفسها، والخط الذي يسير عليه، وقد لن يبقى في منصب رئيس الوزراء، متوقعين أن يصبح حزبه حزبًا معارضًا قريبًاquot;.

أبرز الارتفاعات التي شهدتها إسرائيل
من خلال متابعة وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، يتبين أن موجة الغلاء طالت أسعار المياه، والمواد الغذائية، ووسائل المواصلات العامة، وكذلك أسعار الشقق وغيرها، التي تمسّ بشكل مباشر الجمهور.

فأسعار الشقق ارتفعت بين عامي 2008-2010 بنسبة 43 %، بينما يتواصل النضال الجماهيري لخلق حلول للسكن، خاصة للعائلات كثيرة الأولاد.