خلال الاسبوعين الماضيين زاد سعر السكر في بوليفيا حوالي 65 في المائة، ولقد حاولت حكومة الرئيس البوليفية ايفو موراليس شرح اسباب هذه الزيادة، لكن التملل الشعبي لم يهدأ كما ان كل محاولاتها لمنع بيع السكر في السوق السوداء باءت بالفشل ولم تحل المشكلة الغذائية في هذا البلد الفقير.


سان خوسيه: الناس منزعجون وغاضبون, ورغم ذلك يقفون طوابير طويلة امام المحلات التجارية من اجل الحصول على السكر.وهذه هي الحال في لا باس العاصمة و مدن اخرى الاكثر كثافة بالسكان، فالالاف يقفون منذ الفجر امام المخازن الحكومية من اجل الحصول على هذه المادة الغذائية وعلامات الغضب والانزعاج بادية على وجوههم، واليوم انتظروا ساعات طويلة فيما وقف العشرات من ربات البيوت من الليل الى ان وزعت شركة التضامن الحكومية المنتجة للسكر حصص عليهم.

فمنذ رفع الحكومة البوليفية الدعم عن السكر تضاف سعره بشكل يعجز فيه الفقراء عن شرائه، وهم النسبة الكبيرة من سكان بوليفيا. وسبق ذلك ان رفعت الحكومة الدعم عن البنزين، بهدف مواجهة الازمة الاقتصادية، لكن ذلك ادى الى تراجع شعبية موراليس الذي كان محبوبا من قبل البوليفيين، لذا نصح خبراء اقتصاد الحكومة بوضع قواعد لتصدير المنتجات الزراعية.

واكثر المتضررين من ارتفاع الاسعار هي المدن الصغيرة والفقيرة مثل مدينة ال التو التي يشتم سكانها الحكومة، فخلال الاسابيع القليلة الماضية زادت اسعار الكثير من المواد الغذائية مثل الطحين والذرة، التي تدخل في اكلات اساسية عديدة ، واصبح السكر من المواد الغذائية النادرة الوجود في الاسواق، والبعض يضطر للانتظار اكثر من 12 ساعة من اجل الحصول على كلغ واحد من السكر.

ولقد شهد قطاع المنتجات الزراعية في السنوات العشرين الماضية انتعاشا كبير، ان فيما يتعلق بمحاصيل قصب السكر والذرة او الصويا والقمح، لكن جزءا كبيرا منها كان يصدر الى الخارج من اجل الحصول على النقد الصعب لتغطية النقفات الداخلية الضخمة وانشاء مشاريع انمائية، ويبقي الجزء البسيط للاستهلاك المحلي. وفي الوقت الذي يظهر الفقراء غضبهم من قلة المواد الغذائية يحاول اخرون الاكتفاء بما لديهم.

لكن في السنوات الاخيرة لعب التغيير المناخي على حجم المحاصيل الزراعية دورا هاما، فحقول قصب السكر حسب تبرير الرئيس موراليس عانت من الجفاف بسبب قلة الامطار ما ادى الى دمار جزء كبير منها، وما انتج من السكر لا يكفي للسوق الداخلية. لكن خبير اقتصاد انريكه اورماخييا يتهم الحكومة باتباع سياسة اقتصادية خاطئة ما ادى الى قلة المواد الغذائية، فمنذ تسلم موراليس السلطة لم تخزن مواد غذائية لحالة الطوارئ، مع ذلك اعترف بان التغيير المناخي هو ايضا وراء ازمة المنتجات الزراعية. والحل من وجهة نظر الرئيس موراليس استبدال السكر بالعسل، لذا يريد الان تشجيع تربية النحل بقوية من اجل انتاج كميات وفيرة من العسل.