يرى الخبراء الإقتصاديون تراجعاً في أسعار القمح التي تتخذ مساراً نزولياً سريعاً.


برن: برغم إرتفاع أسعار النفط، لا سيما ذلك المستخرج من بحر الشمال quot;برنتquot;، الا أن خبراء الأسواق المالية يرون تراجعاً في أسعار القمح التي تتخذ مساراً نزولياً سريعاً. ويبدو أن الأزمة الليبية لعبت دوراً في quot;انفصامquot; شخصية الأسواق الاستهلاكية العالمية.

إذ بعد أن كان ارتفاع أسعار برميل النفط يسير كتفاً على كتف مع زيادة أسعار المنتجات الزراعية هاهي الأحوال، اليوم، تنقلب رأساً على عقب. من جانبهم، يشير المحللون السويسريون الى أن الخوف يجتاح أسواق العقود المستقبلية، حول العالم.

في الوقت الحاضر، يصف الخبراء هذا الخوف بأنه ذو حدين اثنين. اذ في حين بدأت أنفاس المستهلكين تنقطع خشية انقطاع العروض على النفط والغاز، من جراء ثورة الشعب الليبي على ديكتاتوره، تواجه الأسواق الغذائية شكوك بشأن تقلص الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي تراجع حركة الطلبات عليها، بسبب أسعار النفط الباهظة. ما يعني أن الكساد الاقتصادي الأوروبي حل محله، اليوم، الخوف الاقتصادي والاستثماري. وعلى صعيد سويسرا، فان غلاء الوقود، مثلاً، لم يشل حركته الاستهلاكية. ما يؤكد تأثر سويسرا مباشرة بأي تلاعب سيحصل في أسعار المحروقات. على صعيد المواد الغذائية، فان أسعارها المحلية موجودة تحت سيطرة الهيئات التنظيمية.

في سياق متصل، يشير الخبير دافيد لوميتر لصحيفة ايلاف الى أن الأوضاع الأمنية العربية، خصوصاً أزمات أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، لا تأثير لها، للآن، على أوضاع أسواق الحبوب العالمية. صحيح أن أسعار القمح تراجعت، مؤخراً، حوالي 5 في المئة. لكن الخبير لوميتر ينسب الأمر الى عوامل أخرى، غير سياسية، ذات طابع تركيبي. فالعروض على منتجات الحبوب أعلى اليوم، لو بقليل، من تقلبات العام الماضي. هنا، يتوقف هذا الخبير للاشارة الى انتعاش صادرات الحبوب، اعتباراً من الشهر الجاري، المتدفقة من أستراليا وباكستان اللتين عانتا كثيراً من الفيضانات، بعدما فرضت هاتين الدولتين حدوداً على هذه الصادرات مستبدلة اياها بتعزيز حركة واردات الحبوب اليها، مؤقتاً.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير لوميتر بأن أسعار الحبوب ستعاود ارتفاعها في حال اقبال بعض الدول الآسيوية، كما بنغلادش واندونيسيا والفيليبين، على شراء كميات ضخمة منها خوفاً من ارتفاع وارد في الأسعار.