سيكون هذا العام صعباً على قرارات حاكم المصرف الأوروبي بسبب الأوضاع في شمال إفريقيا.


برن: سيكون العام صعباً على قرارات حاكم المصرف الأوروبي المركزي الذي سيخلف جان كلود تريشيه. فبعد عامين من نسب الفوائد المتدنية واغراق الأسواق بشلالات من السيولة المالية يتوقع الخبراء أن تتبدل الأحوال، كلياً، عقب تعيين الحاكم الأوروبي الجديد. وبغض النظر عن هموم المستثمرين فان أوضاع مصارف اليونان وايرلندا واسبانيا والبرتغال، التي ما زالت تعتمد على شرايين التمويل المفتوحة لها، من دون حدود، من قبل المسؤولين في مقر المصرف المركزي الأوروبي، بمدينة فرانكفورت، تنعكس سلباً على مؤشر الثقة (Vix) حيال البورصات والمحركات التجارية الدولية.

وفي ضوء الأحداث التي تعصف، وستعصف، بدول أفريقيا الشمالية فان العديد من المحللين الاقتصاديين يوجهون اصبع الاتهام الى ارتفاع سعر برميل النفط الذي آل الى عودة دوامة التضخم المالي الى أوروبا بصورة مقلقة خانت توقعات الخبراء الذي عملوا على محاصرة التضخم المالي في بعص الدول النامية، فقط، للعام. فأسعار المنتجات الاستهلاكية، أوروبياً وسويسرياً، قفزت حوالي 2.3 في المئة منذ مطلع العام. ما يتطلب من المصارف المركزية الأوروبية اعادة النظر في خطة للهيمنة على أسعار الصرف ونسب الفوائد، في الوقت ذاته.

في سياق متصل، يشير البروفيسور فرانكو بروني، في جامعة لوغانو، لصحيفة ايلاف الى أن أحداث الشرق الأوسط تتخذ، حالياً المصرف المركزي الأوروبي رهينة! اذ ان الفوضى التي تدب في أفريقيا الشمالية لن تزول بسرعة. ما سيؤثر، سوية مع التضخم المالي وتقلبات الأسعار النفطية، على النمو الاقتصادي الأوروبي والسويسري. وفي حال تمكنت الاضطرابات السياسية، شمال أفريقيا وفي بعض دول الشرق الأوسط، من ضعضعة اقتصاد الدول الأوروبية فان المصرف الأوروبي المركزي، وفق تحليل البروفيسور بروني، قد يلجأ الى تأخير موعد رفع نسب الفوائد، الذي تنتظره الأسواق في الصيف القادم، حتى لو عاودت الأسعار الاستهلاكية ارتفاعها.

علاوة على ذلك، يشير البروفيسور بروني الى أن المضاربات، على مصائب الاقتصاد العالمي، لن ترحم أحد. فارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية وليد وصول تكلفة المال الى أدنى المستويات التاريخية. وبما أن الأسواق تم اغراقها بأنهر من الأموال الطازجة فان هذه المضاربات لن ترحل بسهولة. للعودة الى وضع شبه طبيعي، ينبغي رفع نسب الفوائد الأوروبية وهذا ما يعجز أمامه، حالياً، المصرف الأوروبي المركزي خصوصاً بعد اشتعال الأوضاع الاجتماعية والأمنية العربية سوية مع أسعار النفط!