مخاطر عديدة باتت تحاصر مصادر الطاقة المختلفة في العالم، بعدما أضحت الصناعة النووية على المحك، ومع اقتراب مركز المعروض العالمي من النفط من أزمة شاملة على نحو مقلق، في ظل ما تشهده منطقة الخليج من صراعات واضطرابات.
حقل البحرين للإنتاج النفطي |
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تسببت الحرب التي تشهدها ليبيا الآن في خفض المعروض العالمي من النفط الخام بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً، وهو ما أدى إلى تآكل نسبة الفائض لدى أوبك إلى هامش ضئيل يقدر بـ 2 مليون برميل يومياً، طبقاً لما ذكره مصرف غولدمان ساكس.
ومع تحول الأحداث الآن في الخليج بصورة خطرة، بعدما أرسلت السعودية قوات تابعة لها إلى البحرين لمساعدة النظام الملكي السنّي على ضرب المعارضة الشيعية، ومن ثم المخاطرة بالدخول في مواجهة مع إيران، حذّر وزير المالية الروسي، أليكسي كوردين، من أن تزامن تلك الأحداث في اليابان ومنطقة الشرق الأوسط من الممكن أن يدفع بأسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل خلال مدة زمنية قصيرة الأجل، وهو الأمر الذي قد يتسبب في نهاية المطاف في إطفاء وهج الانتعاش العالمي.
وبينما لم يتم تسجيل أية خسائر في إنتاج النفط في الخليج حتى الآن، تسببت الحملة العنيفة التي شُنّت يوم الأربعاء في المنامة في مقتل أربعة أشخاص، وهددت بتأجيج الأمور الجغرافية والسياسية المتقلبة في المنطقة.
فعملية الطرد التي تعرّض لها المتظاهرون يوم أمس من دوار اللؤلؤة ذكَّرت بالمذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون في ساحة تيانانمين الصينية، وفقاً لما ذكرته اليوم صحيفة التلغراف البريطانية.
من جهتها، قالت مؤسسة اكسكلوسف أناليسس quot;Exclusive Analysisquot; الأميركية إن مثل هذه الأساليب القمعية قد تدفع بإيران إلى شنّ حرب بالوكالة من خلال إقدامها على تسليح المتمردين. وهو ما قد ينتقل سريعاً عبر الحدود، ويتسبب في إثارة المطامع الشيعية في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. ورأت المؤسسة كذلك أن أي تهديد سيطال تحكم السعودية في حقل الغوار النفطي القريب، الذي ينتج 5 مليون برميل يومياً، سيكون بمثابة quot;التغيير العالمي في قواعد اللعبةquot;.
هذا وقد انخفضت أسعار النفط على مدار الأيام القليلة الماضية، لكن ليس قبل مدة طويلة من تعمّق الأزمة النووية في اليابان وكذلك القرار الذي اتخذته ألمانيا بإغلاق سبعة من أقدم مفاعلاتها، وما ترتب على ذلك من تأثيرات في أسواق النفط والغاز.
ولفتت التلغراف في هذا السياق إلى أن الخطوة التي أقدمت بموجبها اليابان على إغلاق 11 مفاعل قد تسببت في تراجع إنتاج الطاقة بمقدار 10 غيغاوات، وهو ما أجبر البلاد على استيراد وقود آخر، للاستمرار في تشغيل عجلتها الاقتصادية. ومن غير المحتمل أن تسمح السلطات المحلية اليابانية بإعادة افتتاح مفاعلات أخرى لمدة طويلة.
وقال دانيال بريبنر من دويتشه بنك إن إغلاق 7 مفاعلات ألمانية شُيّدت قبل ثمانينات القرن الماضي سيقطع إمدادات الطاقة بقيمة إضافية قدرها 6.2 غيغاوات. وقد تحولت الطاقة النووية فجأة من كونها جزءًا من الحل لطاقة المستقبل الخضراء إلى كونها مخلفات خطرة من حقبة الحرب الباردةquot;. وأضح د. إيوان ميرنز من شركة quot;أويل درامquot; أن محطة فوكوشيما حطّمت إيمان الديمقراطيات بسلامة الطاقة النووية.
التعليقات