في أعقاب الكوارث المتتالية التي تشهدها اليابان، بدأت تظهر علامات تدل على حدوث خسائر اقتصادية في مناطق عديدةبالعالم، بدءًا من مدينة سينداي الساحلية اليابانية، ومرورًا بالعاصمة الفرنسية باريس، وانتهاءً بمقاطعة ماريون في ولاية أركنساس الأميركية.


القاهرة: قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن سفن الحاويات تقف في المحيط الهادي أو في مرافئ في اليابان، في ظل هيمنة حالة من الحذر على مسؤوليها خشية القيام بتفريغ أطنان من لحوم الخنازير أو اللحوم العادية، بسبب ما تعانيه الشبكة الكهربائية في اليابان من أعطال. فمن الممكن أن يؤدي أي عطل في سلسلة التبريد إلى إتلاف اللحوم. وأفادت الصحيفة في هذا السياق بأن شركة البضائع الفاخرة quot;لويس فويتون مويت هينيسيquot;، التي يوجد مقرها في باريس، قامت بإغلاق ما يزيد عن 50 من متاجرها في طوكيو وشمال اليابان. كما تأثرت الإنتاجية الخاصة بشركة فولفو السويدية لتصنيع السيارات، المعروف أنها تتعامل بشكل يومي مع شركات أخرى في اليابان.

وقال بير آكي فروبيرغ، كبير المتحدثين باسم شركة فولفو :quot; إننا نعمل على مدار الساعة كي نُحكِم قبضتنا على الموقفquot;. هذا وتعكس الصورة الاقتصادية الغامضة التطورات المتماوجة في اليابان وهي تحاول أن تتعافى من الأضرار التي لحقت بها جراء الزلزال والتسونامي اللذين ضرباها قبل 10 أيام. وبينما نجح العمال في إحراز قدر من التقدم على صعيد تهدئة الأوضاع في محطة فوكوشيما النووية، تحدثت الحكومة عن ظهور علامات جديدة للتلوث الإشعاعي في بعض المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية.

وأكدت الصحيفة في غضون ذلك أيضًا أن هناك حالة من عدم اليقين تهيمن الآن على مستقبل الاقتصاد العالمي والأميركي. فقبل أسابيع عديدة، كان يتوقع الكثير من الخبراء الاقتصاديين تعافي البلاد اقتصاديًا بشكل سريع. لكن بعد موجات تسونامي الأخيرة، وما صاحبها من ظهور أعمدة مشعة، وحدوث ثورات في منطقة الشرق الأوسط، وبدء جولة جديدة من أزمة الديون الأوروبية، واستمرار ضعف الاقتصاد الأميركي، كلها عوامل قد تُعطِّل خطوات التعافي الضعيفة في أميركا، وأوروبا، واليابان.

ومن الممكن أن يتم قياس بعض العلل العالمية، مثل ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية. لكن اتضاح الصورة يعتمد على مؤشرات لم تظهر بعد، مثل إحصاءات نسبة البطالة لشهر آذار/ مارس وكذلك الإحصاءات الخاصة بالنشاط التجاري. وهنا مضت الصحيفة تنقل عن ستيفن روتش، الرئيس غير التنفيذي في مورغان ستانلي آسيا والبروفيسور في جامعة ييل، قوله :quot; المشكلة ليست اليابان وحدها ndash; وكل ما هنالك هو أن اليابان تعزز كل التداعيات السلبية وانتعاشنا الضعيف. ومن الصعب معرفة نقطة التحول بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، لكن هناك رياح معاكسة صعبة الآنquot;.

وقبل أسابيع قليلة، أشار خبراء اقتصاديون إلى أن النمو في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام الجاري سيتجاوز نسبة الـ 4 %، وقالت تقديرات مماثلة إن تلك النسبة ستصل إلى 5 % بالنسبة إلى النمو العالمي. لكن هذه التقديرات باتت معرضة للخطر نتيجة التطورات التي استجدت خلال الآونة الأخيرة.

لكن اقتصاديين آخرين تحدثوا عن أجواء عدم اليقين التي نتجت من الأضرار التي لحقت بالمفاعلات 1 و2 و3 و4 بمحطة فوكوشيما، وقالوا إن ذلك زاد من حدة المخاوف عالميًا. هذا فضلاً عمّا يحدث في ليبيا، وفي البحرين، وتحذير وزراء المالية في أوروبا من أن المئات من البنوك ما زالت تحمل المليارات من الدولارات في شكل قروض سيئة. وكذلك الوضع الاقتصادي الهش الذي تعانيه حاليًا الولايات المتحدة.

ونقلت النيويورك تايمز في ختام تقريرها عن برنارد بومهول، كبير الخبراء الاقتصاديين العالميين لدى ( مجموعة التوقعات الاقتصادية )، قوله :quot; في ظل ما هو حاصل الآن من تطورات، بما في ذلك الانتفاضات، وما تشهده منطقة الخليج العربي، وكذلك اليابان، فمن المحتمل أن يكون التأثير الاقتصادي العالمي أكبر مما يتخيله الآن معظم الناس. وستظل أسعار الكهرباء والبنزين مرتفعة وستهيمن العصبية على المستهلكين. وهذا ليس مناخًا يفضي إلى وجود شركات راغبة في توظيف العمالquot;.