وصل سعر نصف كيلو القهوة الخضراء، أي تلك الخارجة مباشرة من حقول الزرع، الى 2.87 دولار أميركي. بعد الطحن، يحتوي الكيس الواحد على 385 غرام تقريباً وهو كاف لاعداد 50 فنجان قهوة. مقارنة بشهر يونيو(حزيران) الماضي، فان سعر الكيس، الذي يحتوي على نصف كيلو من البن، تضاعف.


برن:يشير الخبراء السويسريون الى أن حوالي 25 مليون أسرة، حول العالم، تعيش من زراعة وبيع القهوة بالجملة. بيد أن هذه الأسر تجد نفسها تحت وطأة تقلبات الطقس الطبيعية(كما الجفاف والفيضانات والاحتباس الحراري) والجيوسياسية. ما يعني أن المضاربات، المتعلقة بالعقود الآجلة على القهوة، يمكنها أن تشتعل أو تنطفيء في لحظة واحدة، لا غير!

في الحقيقة، فان جميع البارومترات، الموجودة تحت تصرف هؤلاء الخبراء، تشير الى أن أسعار القهوة تحولت الى فقاعة ستواصل انتفاخها لغاية أن تنفجر فجأة، من دون انذار مسبق. فالمضاربات، التي تشمل أيضاً النفط والذهب والحبوب والكاكاو ومواد أولية أخرى، تجعل من السهل جداً أن تتحول أسواق هذه المواد الى فقاعة تتغذى نيرانها من أوضاع أفريقيا الشمالية، راهناً، التي باتت تتلاعب بأسعار برميل النفط كما تشاء.

في سياق متصل، يشير الخبير روبرت مورا الى أن تقلبات أسعار المواد الغذائية، التي قلصت القدرات الشرائية لدى شعوب دول الغرب العربي وأفريقيا الشمالية، المنهمكين بهمومهم اليوم، كان لها دور قيادي في زيادة أسعار القهوة الى حد بات يخشى منه حتى عشاق القهوة السويسريين والأوروبيين، ومعظمهم موظفين من ذوي الدخل المتوسط والعالي.

ويشير الخبير مورا الى أن أسعار القهوة انتهزت ما يتم ترويجه حالياً، حول العالم، من نصائح طبية تقع لصالحها. على عكس الماضي، حيث تم تشويه صورة استهلاك القهوة، فان النصائح الطبية اليوم تنوه بأن فنجان القهوة له مفعول مضاد للربو ووجع الرأس، وحتى مرض الزهايمر. هكذا، فان استهلاك القهوة نما في دول، وفق رأي هذا الخبير، مصدرة للقهوة انما مستهلكة لها بصورة متواضعة، كما البرازيل. أما في الصين والهند، فان استهلاك القهوة نما حوالي 10 في المئة.

صحيح أن ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية بين الدول الأكثر استهلاكاً للقهوة، بيد أن quot;غربنةquot; دول أوروبا الشرقية، اعتماداً على تصريح هذا الخبير، ساعد في ترويج عادة شرب القهوة أكثر فأكثر. وعلى غرار الأدوية والمخدرات، فانه كلما تم بيع كميات كبيرة من القهوة، من دون عقوبات تذكر، كلما تمكن أصحاب تجارة القهوة من التحكم بالأسعار حسب مزاجهم وخططهم الربحية.