برلين: كشفت نتائج استطلاع حديث للرأي في ألمانيا تفوق أعداد المؤيدين من الألمان لتقديم مساعدات إنقاذ للبرتغال على أعداد المعارضين لهذه الخطوة. m وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد إمنيد الألماني لصالح صحيفة (بيلد آم زونتاغ) الألمانية الصادرة امس الأحد أن 50' من الألمان يؤيدن منح المساعدات للبرتغال العضو في مجموعة دول اليورو والتي تواجه أزمة ديون خانقة. في المقابل أعرب 45' من الألمان عن معارضتهم لهذه الخطوة. وقال 90' ممن شملهم الاستطلاع إن صندوق الإنقاذ الأوروبي يجب أن يقدم المساعدات لمزيد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد البرتغال. يشار إلى أن البرتغال حلت ثالثة في قائمة الدول الأوروبية التي طلبت الاستعانة بصندوق الإنقاذ الأوروبي لمواجهة أزماتها الاقتصادية بعد اليونان وايرلندا. وهناك احتمالات بتقدم دول متعثرة أخرى مثل أسبانيا وإيطاليا بطلبات مشابهة مستقبلا.


غير أن راينر برودرليه وزير الاقتصاد الألماني وصف الوضع في اسبانيا 'بالهادئ' وذلك خلال مقابلة مع الصحيفة. وأضاف برودرليه أن مدريد نجحت في اجتذاب أموال إلى الأسواق بأسعار فائدة مناسبة.
من ناحية أخرى قال برودرليه إنه لا يتوقع أن تثقل مساعدات البرتغال كاهل دافعي الضرائب الألمان، وهي وجهة النظر التي يتبناها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد.
وأشار برودرليه إلى أن الأمر الأهم في هذا الموضوع هو استمرار البرتغاليين في عملية الإصلاح بنشاط. وفيما أظهرت نتائج الاستطلاع أن 11' فقط من الألمان لا يشعرون بالقلق على مستقبل استقرار اليورو فإن 20' من الألمان أعربوا عن شعورهم 'بقلق كبير' إزاء هذا الامر وأبدى 38' قلقا بدرجة أقل إزاء استقرار العملة الأوروبية الموحدة. على صعيد آخر ذكرت تقارير صحافية في ألمانيا أن أحد خبراء المال في العاصمة الألمانية برلين يعتزم اللجوء إلى القضاء لمنع المساعدات المزمع تقديمها إلى البرتغال من مظلة الإنقاذ الأوروبية.


وذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية التي تصدر اليوم الاثنين أن الخبير الاقتصادي الألماني ماركوس كيربر يسعى إلى اللجوء إلى المحكمة الدستورية لمنع حكومة بلاده من الموافقة داخل مؤسسة الاتحاد الأوروبي على المساعدات المقدمة إلى البرتغال. كان كيربر جمع نحو 50 توقيعا العام الماضي لتقديم شكوى دستورية ضد مظلة الإنقاذ الأوروبية. وأعرب كيربر في المذكرة المكونة من 37 صفحة عن تخوفه من وجود خطر بعد استفادة ايرلندا من 'صندوق آلية استقرار اليورو' والطلب الذي تقدمت به البرتغال أن تتقدم الحكومة الأسبانية أو البلجيكية أو حتى الإيطالية بطلب مشابه للاستفادة من المظلة الأوروبية.
الجدير بالذكر أن المعارضة الألمانية تتهم المستشارة انغيلا ميركل بالإثقال على كاهل دافعي الضرائب الألمان من خلال المسؤولية التي تضطلع بها ألمانيا في تمويل المظلة لإنقاذ الدول المتعثرة في مجموعة اليورو. وكانت البرتغال قد تقدمت اول امس الخميس بطلب للحصول على مساعدات''لانه ليس لديها اموال تغطي احتياجاتها لسداد ديونها''اعتبارا من شهر حزيران/يونيو المقبل، مما يعنى انه لم يتبق سوى شهرين من الان''للتفاوض بشان تفاصيل''صفقة الانقاذ''وتدبير الاموال لتمويل الصفقة.