ركّزت الحركةالاحتجاجية في سورية على مجموعة من المطالب الاقتصادية إلاأنها دفعت بهذهالمطالب الى الخلف بناء على تصور محدد يقوم على أنالمدخل الحقيقي للإصلاحالاقتصادي هو مدخل سياسي .
القاهرة: اعتبر المحلل السياسي رجاء الناصر في تصريح خاص لـquot;ايلاف quot; أن الحركة الاحتجاجية في سوريا دفعت بمطالبها الاحتجاجية الاقتصادية الى الخلف لأن بداية الاصلاح الاقتصادي هو اصلاح سياسي بامتياز، موضحا أن سبب ذلك يتلخص في quot;تركيبة النظاموسيطرة الفاسدين على جميع مفاصلالسلطة وعلى مجمل هرمه المنتج لعناصرالسلطة وقواهاquot;وقال ، من مدينة حلب الشمالية السورية، quot;أن مقدمة المطالبالمجمع عليها هيمحاسبة الفاسدين، ومكافحة الفساد quot;، ورأى quot;أن هذا لا يمكن تحقيقهالا بايجادآلية سياسية لإنتاج قوى ونخب سياسية جديدة، أي الاعتماد علىتعدديةسياسية جدية وانتخابات حرة ومن آليات مغايرةquot; .
وأفاد quot;أن الجزء الثاني من المطالب يتعلق بمكافحة البطالةحيث تخرج الجامعات لوحدها سنويا مئات الالاف الزائدة عن قدرة استيعاب السوقبوضعها الراهن، حيث إن الاستثمار في سورية يتجه نحو قطاع الخدمات والعقاراتولايتجه نحو الصناعة والزراعة، فالرأسمال الذي يجري جلبه يريد أرباحا سريعةومن دون مخاطرquot; . وأضاف quot; أنه لابد من ربط الاجور بالاسعار حيث إن الحد الادنى للدخل مع كلالزياداتالطارئة لا يصل الى 200$) ،والحد الادنى لمتطلبات المعيشة يزيد عن 500 $وهو حد الفقر، خاصة وأنه من المعروف ان كل زيادة في الاجور تترافق بزيادةفيالاسعار تفوقهاquot; .
اما عن خطاب وتوجيهات الرئيس السوريبشار الأسد فقال quot;إنه انطلقأساسا من خطابه أمام مجلس الشعب الذي أعلن فيه عدم وجود فاسدين !! quot;، معتبرا ان هذا التوجهخطر لانه يحميكل الفاسدين من خلال إعطاء وثيقة براءة لهم، وبالتالي يكشف انلا نوايالمكافحة الفساد . ولفت الى أن جوهر التوجه الاقتصادي القائم على الانفتاحالرأسمالي وإلغاء دور الدولة التدخلي في ظل هيمنة الرأسمال الطفيلي وتشجيعهبالقطع يسير بالاتجاه نفسهالذي سار عليه الاقتصاد المصري في ظل النظام السابقquot;، وعبّر عن اعتقاده quot;أنالحلول السريعة المطروحة ستؤدي الى نتائج ايجابية فهي لا تقوم علىقاعدة ثابتة بل مجرد محاولة لاستيعاب الآني والسريع لحالة الاحتقان الشعبيquot; .
وعود بالارتقاء بمستوى معيشة المواطن السوري
من جانبه، قال وزير المالية السوري محمد جليلاتي إن هناك عدة سيناريوهات للإصلاح ستصب جميعها في مصلحة المواطن السوري وتلبية احتياجاته الاساسية.وأكد في تصريحات صحافية أن وزارته تدرس التأثيرات والانعكاسات التي تركها الارتفاع الذي طرأ سابقا على بعض المواد والسلع الاستهلاكية وإمكان الحد من هذه الآثار من خلال تخفيض سعر لتر المازوت 5 ليرات سورية وما يمكن أن يتركه هذا الإجراء على جميع مناحي الحياة بما فيها النشاطات الاقتصادية والصناعية والزراعية.
وتحدث عن رؤية اقتصادية ومعايير وأولويات ستتخذ خلال فترة زمنية قريبة مؤكدا ان هدف هذه الرؤية التي ستأتي في اطار دراسات معمقة ومدروسة جيدا هو الارتقاء المستمر بمستوى معيشة المواطن السوري.وأوضح ان أولويات عمل وزارة المالية للفترة القادمة ستركز على عدة محاور يأتي في مقدمتها معالجة مشكلة البطالة ووضع الحلول المناسبة لها من خلال العديد من الأسس العلمية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.ووعد بخلق فرص العمل الجديدة وايجاد مشاريع لتشغيل الشباب بالاضافة الى العمل على اتخاذ أكثر من إجراء لدعم الصناعات الوطنية.
الى ذلك اعتبر جوزيف ميخائيل أنّ تطوير الأداء الحكومي يتطلّب الاعتماد على مؤشرات حقيقية وأرقام واقعية وصحيحة ومعايير مهنية عالية والالتزام بسياسات الحكم الرشيدة وقبول المساءلة أمام الإعلام والمواطنين وتحديد جداول زمنية مضبوطة للعمل وتنفيذ البرامج والسياسات العامة.وأشار في quot;الاقتصاديةquot; إلى أن الأرقام التي تتصدّر الدراسات والإحصاءات الرسمية هي مجرد أرقام لا تعكس الواقع الحقيقي، وخاصة مع ضآلة أتمتة النشاط الحكومي وبطء خطوات الربط المعلوماتي لمجمل نشاطات الدولة بدءًا من التعداد السكاني الذي يجب أن يكون مؤتمتاً كاملاً ومروراً بالخدمات المختلفة والعمل والشرطة.في غضون ذلك سربت بعض المصادر الاعلامية السورية اتخاذ قرار quot;على أعلى المستويات بإبعاد عدد من الشخصيات، التي تفوح منها رائحة الفساد واستغلال السلطةquot;. وقالت quot;ان هذا القرار بدأ تنفيذه عبر عدد من الإجراءات التي ستظهر نتائجها تباعاًquot;.
التعليقات