تقود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فريق فني وأكاديمي سعودي متخصص بهدف تصنيع أكبر وحدة تحلية مياه مالحة في العالم.


الرياض: تقود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فريق فني وأكاديمي سعودي متخصص بهدف تصنيع أكبر وحدة تحلية مياه مالحة بالعالم بتقنية MED يجمع الفريق مابين الخبرة الفنية والتشغيلية من جانب المؤسسة والأكاديمي والعلمي من جانب نخبة من أساتذة جامعة الملك سعود المختصين في تحلية المياه المالحة، حيث عقدت على مدى ثلاث أيام بدء من السبت بمحطات ينبع المدينة والمنورة اجتماعاً تنسيقياً للجنة التوجيهية الرئيسية للمشروع ترأسه المهندس ثابت بن صويدر اللهيبي نائب المحافظ للتشغيل والصيانة لمناقشة المنهجية العلمية لتصميم الوحدة، سيليها ورش عمل مكثفة بين شركة دوسان الكورية المنفذة للمشروع ومهندسي التحلية وأساتذة جامعة الملك سعود.

حيث تخلل الاجتماع إضافة خبرات المؤسسة في التشغيل والصيانة لمحطات التحلية وذلك بمشاركة المهندس عبد الهادي الشيخ مدير التشغيل والصيانة بالساحل الغربي والمهندس صالح بن غرم الزهراني مدير التشغيل والصيانة بالساحل الشرقي والمهندس إبراهيم الحازمي مدير محطات تحلية ينبع المدينة المنورة رئيس اللجنة الإشرافية للمشروع والمهندس محمد فرحان الغامدي مدير محطات تحلية جدة إلى جانب خبراء جامعة الملك سعود وشركة دوسان لتحقيق الهدف المنشود بأقل جهد وتكلفة وأعلى إنتاج تصميمي.

ومن جهته أوضح المهندس ثابت بن صويدر اللهيبي نائب المحافظ للتشغيل والصيانة بأن المشروع جاء بفضل الله اولا ثم بموافقة المقام السامي على شراء الماء وبأقل تكلفة إنتاجية مقارنة بمحطات التحلية بالمؤسسة على مدى عمر المحطّة المقدرّ بأكثر من 30 سنة وكذلك تملك المؤسسة للأصل الإنتاجي بعد ثلاث سنوات من الإنتاج مما يدعم الطاقة التصديرية لمحطات التحلية ينبع ـ المدينة المنورة مبيناً أن فكرة المشروع تمت باقتراح من معالي محافظ المؤسسة الاستاذ فهيد بن فهد الشريف ودعم معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين.

وأبان أن المؤسسة اتخذت خطوات استباقية لخطتها الاستراتيجية نحو نقل توطين التكنلوجيا حيث أبرمت إتفاقية مع جامعة الملك سعود ممثلة في معهد الملك عبد الله للمشاركة في دعم المؤسسة من الناحية البحثية لإنشاء قاعدة مرجعية لتطوير وحفظ الخبرات العلمية في مجال تحلية المياه المالحة.

وكشف نائب المحافظ لشؤون التشغيل والصيانة المهندس ثابت بن صويدر اللهيبي أن الهدف الأساسي من هذه الاتفاقية ضمان امتلاك المؤسسة لكامل المعرفة والأسلوب والإدارة بتصميم وهندسة وإنشاء وتطوير هذا النوع من الوحدات وتوثيق كل تلك المعرفة والأساليب و التخطيط والشراء والهندسة والتصميم والتدقيق والاختبار والتشغيل والتطوير والتصنيع لكامل تفاصيل المشروع الميكانيكية والكهربائية والأجهزة والمدنية وتوثيق كل ذلك بما يمكن فعلياً من معرفة التفاصيل الجزئية للمشروع ويحقق بالتالي الهدف الرئيسي من المشروع وإنجاز المشروع في الوقت المحدد وحسب المواصفات المتفق عليها .

وبيّن أن المشروع يعد الأول من نوعه في المؤسسة الذي يستهدف تطوير قدرات المؤسسة الهندسية والفنية والإدارية والقانونية على امتلاك التقنية بشكل منظم وموثق لاستخدامها وتطويرها بما ينقل المؤسسة إلى مصاف المؤسسات المنتجة للتقنية ويضيف دوراً آخر لها هو إنشاء محطات التحلية مما يعد نقلة نوعية لها ورافداً إضافياً لدخلها مما يساعد على إيجاد مصادر غير تقليدية لموارد المؤسسة المالية إضافة إلى توسيع آفاقها البحثية والعلمية وانتقالها من النشاط المحلي إلى النشاط الإقليمي والدولي في هذا المجال.

وأكد نائب المحافظ للتشغيل والصيانة أن هدفنا من المشروع هو نقل التقنية والتحول من بلد مستهلك إلى بلد صانع وفاعل في هذا القطاع من خلال مزج تجربة المؤسسة الفنية العريضة مع الجانب الأكاديمي والعلمي للجامعات السعودية وهو الإجراء الأول من نوعه وتهيئة جيل من الشباب يقود المرحلة القادمة وفق هذا التصور ويكفل لهذا البلد المعطاء تحقيق الاكتفاء الذاتي صناعياً وتقنياً.

من جهته أوضح الدكتور هاني بن عبد الرحمن الأنصاري رئيس الفريق الفني لجامعة الملك سعود بأن مشروع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتصنيع وحدة تحلية متعددة التأثير في ينبع يعد مشروعاً رائداً ونقلة نوعية في طرق تنفيذ المشاريع الوطنية، إذ لن تكون تلك الوحدة هي الأكبر من نوعها في العالم فحسب (بطاقة إنتاجية تبلغ 15 مليون جالون في اليوم)، بل إن عقد إنشاء وتصنيع الوحدة ينص على أن تنقل الشركة المصممة التقنية كاملة للمؤسسة بحيث تكون المؤسسات الوطنية قادرة في المستقبل على إنشاء وتصنيع وحدات مماثلة أو أكبر منها بمجهوداتها الخاصة، مضيفاً بأنه ومن فضل الله أن هذا التوجه الجرئ من قبل المؤسسة قابله توجه مماثل لدى جامعة الملك سعود التي أخذت على عاتقها خدمة المجتمع من خلال تقديم خبراتها العلمية والفنية، وقد تجلى ذلك من خلال الزيارة التي قام بها معالي محافظ المؤسسة مؤخراً إلى جامعة الملك سعود والتقى فيها بمعالي مدير الجامعة ومجموعة من المسؤولين والأساتذة. وتوجت هذه الزيارة بالاتفاق على أن يقوم فريق فني متخصص من جامعة الملك سعود بالتعاون مع المؤسسة في نقل تقنية التحلية متعددة التأثير وتوثيقها.

وقال رئيس الفريق الفني لجامعة الملك سعود أن الفريق يزور حالياً محطات تحلية ينبع-المدينة المنورة لعقد اجتماعات فنية مكثفة للمشاركة مع خبراء المؤسسة في اجتماعاتها الفنيّة مع ممثلي شركة دوسان للصناعات الثقيلة (الكورية) للتعرف على المفاهيم التصميمية العامة لوحدة التحلية المزمع إنشاؤها، لافتاً إلى أن هذه الزيارة هي الثانية في سلسلة زيارات متبادلة بين الطرفين تهدف إلى جمع المعلومات وتحليلها بشكل مستفيض للتأكد من استيفائها.

وأبان أن مرحلة جمع المعلومات سيعقبها مرحلة التأكد من صحة المعلومات المقدمة ودقتها وذلك من خلال اختبارها على وحدات قائمة، وسيقوم الفريق في ختام المشروع بتوثيق كامل لكافة المعلومات والطرق التصميمية لتكون متاحة لمنسوبي المؤسسة وباحثي الجامعة وجميع المؤسسات الوطنية المهتمة بمثل هذه المشاريع لتنفيذها مستقبلاً، مؤكداً أن جامعة الملك سعود قادرة بمشيئة الله على القيام بهذه المهمة مستعينة بالله ثم بكفاءاتها من أعضاء هيئة التدريس والباحثين، لا سيما وأن للجامعة جهود كبيرة في تطوير التقنيات المتقدمة ونقل الخبرات التصنيعية وتوطينها.

من جانب آخر قال السيد بيك نائب رئيس شركة دوسان الكورية للصناعات الثقيلة والإنشاءات المحدودة بأن الشركة تفخر بثقة المؤسسة العامة لتحلية المياة المالحة من خلال تنفيذها عدة مشاريع ضخمة على مستوى العالم في مجال تحلية المياة المالحة وإنتاج الكهرباء في المملكة العربية السعودية ، مضيفاً بأن هذه الثقة المتبادلة والعلاقة الطويلة وجودة العمل تمخض عنها مشاركة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في توسعة محطة ينبع بالتبخير متعدد التأثير وهي فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين.

وأكد أن شركة دوسان تطمح لما يجمع الجانبين من حسن تعامل وثقة متبادلة أن يعود هذا المشروع بالفائدة على الجميع لما فيه من تبادل المعرفة والخبرة ودعم البنية التعليمية والعملية وتطوير طرق وأساليب حديثة في صناعة وتقنية تحلية المياه المالحة من خلال مشاركة نخبة من المستشارين والباحثين السعودين من جامعة الملك سعود فضلاً عن تجربة المؤسسة العريضة والطويلة في صناعة وتقنية التحلية.

وبيّن أن هذه الوحدة تعد اكبر وحدة تحلية مياه مالحة من نوعها أنشأت في العالم بالإضافة إلى تعاون دوسان مع الشركات الوطنية في عملية التصنيع والتجميع وذلك سيسمح بتبادل الخبرات وتطوير مستوى الاداء والاتقان في هذه الصناعة ، مضيفاً بأن هذا المشروع سيكون نواة لفتح آفاق جديدة من التعاون المثمر المشترك مع المؤسسة مستقبلاً سيما في ظل ما تتمتع به المؤسسة من خبرة عريضة في مجال التشغيل والصيانة على مستوى العالم وما تتمتع به من بيئة عملية وعلمية رائدة ومميزة.

يجدر أن المؤسسة خلال الأيام القليلة الماضية حصدت جائزة أفضل بيئة عمل سعودية للهيئات والمؤسسات الحكومية لهذا العام بإشراف ودعم من قطاع التشغيل والصيانة بالمؤسسة نطراً لما تتمتع به من معايير تنظيمية وتقنية فائقة الجودة محققة بذلك حضوراً أوليا مميزاً جداً.