لا شك في أن المعادن الثمينة، كما الذهب والفضة، جذبت المستثمرين اليها بفضل دوامة، بدأت تزداد قوتها منذ منتصف العام الماضي. بيد أن الذهب الأسود، أي النفط، له لمعان في عيون التجار والشركات متعددة الجنسيات لا مثيل له في تاريخ البشرية! في الحقيقة، كلما ارتفعت أسعار النفط كلما حصد عمالقة استخراج النفط الأرباح.


برن:شركة quot;بي بيquot;، التي تعرضت لكارثة خليج المكسيك وما رافقها من خسائر ببلايين الدولارات، تمكنت من التقاط أنفاسها والعودة الى الربحية الواعدة للمستقبل. من جانبهم، يفيدنا خبراء النفط السويسريين أن الربع الأول من العام كان جيداً على الشركات متعددة الجنسيات، العاملة في قطاع النفط.ويلفت الخبراء الانتباه الى أن نمو الأرباح، لدى بعض الشركات النفطية الطليعية، كان لامعاً جداً في الشهور الثلاثة الأولى من العام. ما يعني أن quot;القيلولةquot; التي أضعفت قليلاً موازناتها، في الشهور الأخيرة من العام الماضي، تبددت في الهواء كي تحل محلها الرغبة في استغلال غلاء النفط، وبالتالي زيادة الأرباح، لتحقيق مشاريع واسعة جداً ستبهر الجميع.

في سياق متصل، يشير الخبير فالدي بيرفروا الى أن شركة quot;اكسون موبيلquot;، مثلاً، حققت في الشهور الثلاثة الأولى من العام أرباحاً رست عند 11 بليون دولار أميركي تقريباً أي زيادة 70 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. أما شركة quot;شلquot; الأوروبية فان أرباحها قفزت 60 في المئة، صعوداً الى 9 بليون دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في ما يتعلق بأنشطة الغاز وتكرير النفط، في سويسرا، فانها حققت، بدورها، أرباحاً جيدة تجاوزت التوقعات. كما تشهد محطات توزيع البنزين، في كافة الكانتونات السويسرية، اقبالاً كثيفاً عليها بفضل فترة أعياد الفصح المجيد التي ترى حركة لا تتوقف، لا ليلاً ولا نهاراً، من السياح المغادرين والوافدين من والى سويسرا.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بيرفروا بأن سعر برميل النفط، ان كنا نتحدث عن الأميركي الخفيف quot;دبليو تي آيquot; أم quot;برنتquot; المستخرج من بحر الشمال، تجاوز 100 دولاراً لكل 159 لتراً من النفط. ما يؤهل أسعار البنزين، في الأسواق العالمية وحتى تلك الأميركية أين كان سعر البنزين بين الأرخص حول العالم، الى الارتفاع ما لا يقل عن 10 الى 20 في المئة، العام، وفق تحليل هذا الخبير. بالطبع، فان منطقة الشرق الأوسط ستكون الأكثر تأثراً بغلاء البنزين بما أن العديد من دولها بدأت تدخل مرحلة كساد سياسية، ستنعكس بصورة لا تطاق على أوضاعها الاقتصادية!