وفاة بن لادن تثير مخاوف البورصات العالمية من تداعيات الحدث

عاشت البورصات الأوروبية صباحًا، في أعقاب اعلان وفاة أسامة بن لادن، فرحة عابرة سرعان ما تلاشتليحل محلها الخوف من المجهول، حيث إرتفعت مؤشرات معظم البورصات بنسب متفاوتة،ولا يستبعد الخبراء،أن تخسر هذه المؤشرات كل ما ربحته، اليوم، في جلسة الغد!


برن: عاشت البورصات الأوروبية صباحًا، في أعقاب اعلان وفاة أسامة بن لادن، فرحة عابرة سرعان ما تلاشت كي يحل محلها الخوف من المجهول. اذ تقدمت بورصة زوريخ quot;اس ام آيquot; منذ اعلان وفاة بن لادن 0.09 في المئة فقط. أما مؤشر quot;داكس 30quot;، في بورصة فرانكفورت، فانه يتقدم 0.52 في المئة، في حين تمضي مؤشرات quot;داو جونزquot; وquot;يورو ستوكس 50quot; وquot;نيكي 225quot; وquot;كاك 40quot; الفرنسي بمعدل 0.48 و0.22 و1.57 و0.2 في المئة، على التوالي. ولا يستبعد الخبراء، هنا، أن تخسر هذه المؤشرات كل ما ربحته، اليوم، في جلسة الغد!

على صعيد العملات، فإن اليورو لا يزال متمسكًا بأرباحه العظيمة على الدولار الأميركي. بيد أن الأخير يبقى قويًا على الين الياباني (الدولار الأميركي يساوي 81.48 ينًا يابانيًا). وبعد أن هوت أونصة الذهب، في بورصة لندن، إلى 1540 دولارًا تقريبًا ها هي تعود، في المساء، الى الارتفاع مجددًا نحو 1557 دولارًا. وبين المواد الأولية، يشير الخبراء الى أن الأكثر تأثرًا، سلبًا، بنبأ وفاة بن لادن هي الفضة التي تراجع سعرها 6 في المئة بعد أن وصلت الأونصة الى ما بعد الحدود quot;النفسيةquot;، عند 48 دولارًا أميركيًّا.

في هذا الصدد، يشير بيار بورومي، الخبير في بورصة زوريخ، لصحيفة ايلاف الى أن الحذر يبقى ملك الساحات المالية الدولية. كما أن المخاوف المتعلقة بتفشي العمليات الارهابية الانتقامية تتعاظم بسرعة. ما يحض المستثمرين على تفادي أي quot;اثارةquot; في ردود الفعل حيال مقتل بن لادن. وبعد مرور قرابة العشر سنوات، على هدم ناطحتي السحاب في نيويورك عن بكرة أبيها، يؤمن الخبير بورومي بأن اغتيال زعيم quot;القاعدةquot; سيكون له مفعول قصير الأمد على عالم المال.

في المقام الأول، يلفت هذا الخبير الانتباه الى ضرورة رصد مدى تأثر شبكة الارهاب الدولية، المتشعبة من القاعدة، بمقتل زعيمها وان كان موت بن لادن quot;سيجرquot; معه عمليات تفجير واسعة النطاق، حول العالم. ما يعني أن المستثمرين الدوليين سيلتصقون أمام شاشات، التلفاز والكمبيوتر، لأسابيع عديدةقبل الاقرار بأي خطوة استثمارية!

علاوة على ذلك، ينبغي اضافة عامل آخر، يُضاف الى نبأ اغتيال زعيم القاعدة، يتمثل في ضعف القطاع المصرفي، الأوروبي والسويسري، حاليًا، سندًا الى تصريح هذا الخبير. اذ ان المصارف حشدت، في الفترة الممتدة بين شهري يونيو(حزيران) ويوليو(تموز) المنصرمين، رؤوس أموال بلا حدود، اعتبرها الكثيرون سلوكًا مصرفيًا quot;شاذًاquot;.

على مستوى الانعكاسات، فإن هذا السلوك المصرفي يُترجم، اليوم، براحة موقتة قررتها أسواق الأسهم التي تنتظر اقبال المستثمرين الدوليين لشراء ما لا يقل عما قيمته 20 بليون فرنك سويسري من الأسهم التي تعرضها عليهم المصارف، الأوروبية والسويسرية!