الغرب يعلق أماله على السعودية في خفض أسعار النفط

مع إنهيار إجتماعها الأخير في فيينا، خيّبت laquo;أوبكraquo; آمال الغرب في إنخفاض أسعار النفط وجدّدت مخاوفه من عودة عالمية إلى الركود الإقتصادي، فصارت آماله معلقة الآن بالسعودية، أكبر اللاعبين في المنظمة الدولية.


لندن: الأربعاء الماضي في فيينا، عقدت laquo;منظمة الدول المصدرة للنفطraquo; (أوبك) ما اعتبره المراقبون laquo;أهم اجتماعاتها خلال عقودraquo;. وفي خضم التوتر القاتل وسط أعضائها، ما كان بوسع أحد التنبؤ بما سيخرج به هذا الاجتماع.

وهذا لأن المجتمعين كانوا أمام خيارين: الأول، زيادة إنتاج النفط من أجل وقف تصاعد الأسعار وإنقاذ الاقتصاد العالمي من مزيد من الخسائر. والثاني، الحفاظ على الانتاج كما هو من أجل زيادة عائداته وإنقاذ حكومات المنظمة نفسها من مزيد من الخسائر.

على أن العقد انفرط قبل أن يتمكن الأعضاء من اتخاذ قرار بشأن هذا أو ذاك، أو حتى إصدار بيان ختامي، فارتفع سعر برميل النفط دولارين فورا. وقال علي النعيمي، وزير النفط السعودي، laquo;الصموتraquo; عادة، إن الاجتماع كان laquo;أحد الأسوأ في تاريخ أوبكraquo;. ثم سارع لتطمين العالم الى أن بلاده سترفع انتاجها من جانب واحد سعيا لاستقرار الاقتصاد العالمي.

ويجدر بالذكر انه في ابريل / نيسان الماضي، عندما احتفلت المنظمة بعيد ميلادها الخمسين في العاصمة الإيرانية، قال أمينها العام، عبد الله البدري، إنها تأسست laquo;من أجل تأمين مصالح أعضائها المشروعة وأيضا لضمان الاستقرار في سوق النفط العالميةraquo;.

ومع ذلك فقد صارت أوبك متنازعة بين قطبين متضادين. الأول تقوده المملكة العربية السعودية، وهي الوحيدة وسط الأعضاء التي تتمتع أيضا بعضوية نادي الدول الأكثر ثراء في العالم (مجموعة العشرين). وهي تعرب عن قلقها إزاء أن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي الى عودة الاقتصاد العالمي الى نوع الركود الذي شهده خلال الأزمة الأخيرة. أما القطب الآخر فتتزعمه إيران وفنزويلا اللتان لا ترغبان في إسداء الغرب أي نوع من الجميل وتناديان بوجوب منع الأسعار من الانخفاض.

وتنقل صحيفة laquo;تايمزraquo; عن ديفيد بامبفري، الباحث في laquo;مركز الدراسات الاستراتيجية والدوليةraquo; قوله: laquo;ظلت أوبك تعاني من الانقسامات منذ تأسيسها. لكن الأمر لم يبلغ درجة السوء التي تشهدها في الوقت الحالي. وقد تسبب عجزها عن حل خلافات الأعضاء في شلّها عن أداء مهمتها التي خُلقت من أجلها وهي الحفاط على توازن السوق عبر سياسة تسويقية عاقلةraquo;.

بل ان من المراقبين من يمضي الى حد التساؤل عما إن كانت أوبك ستظل على قيد الحياة. ويقول جوليان لي، من laquo;مركز الدراسات النفطية العالميةraquo;: laquo; أقل ما يمكن أن توصف به حاليا هو أن المنظمة مفككة ومعتلّة، والمؤكد أنها تسير في الاتجاه نحو الزوال. وعندما يأتي مواتها فسيكون طويلا ومؤلما، فكأنه إحدى تراجيديات شكسبيرraquo;.

على أن العنصر الوحيد القوي والأشد تأثيرا في أوبك يتمثل في المملكة العربية السعودية، صاحبة النصيب الأكبر المُثبت من الاحتياطي في العالم. وبينما تضخ بقية الدول الأعضاء نفطها بالدرجة القصوي، فإن بوسع السعودية، التي تنتج 9 ملايين برميل في اليوم، ضخ المزيد الكثير من احتياطيها الهائل.

ويتوقع الخبراء للسعودية أن ترفع إنتاجها اليومي الى نحو 15 مليون برميل. وبينما تقول laquo;وكالة الطاقة الدوليةraquo; إن الدول المنجة للنفط غير الأعضاء بأوبك ستجاهد خلال العقدين المقبلين من أجل الحفاظ على إنتاجها في مستوياته الحالية، فإن السعودية ستؤدي دورا أساسيا ومتصاعد الأهمية في تحديد الأسعار. لكن هذا نفسه رهن للاستقرار الداخلي الذي يُنظر اليه بقلق الآن مع تضخم شبح العطالة وسط الشباب السعوديين.