الخرطوم:اكدت الحكومة السودانية المضي في تنفيذ عدة مشاريع لبناء سدود على نهر النيل في شرق السودان تزيد كلفتها على 1.2 مليار دولار رغم المصاعب الاقتصادية المتوقعة مع انفصال الجنوب وفقدان شمال السودان نصيبه من عائدات النفط. واعلنت الحكومة السودانية ان المرحلة الاولى من تعلية سد الرصيرص في ولاية النيل الازرق على النيل الازرق احد الفرعين الرئيسين لنهر النيل، اكتملت على ان يكتمل المشروع في ايار/مايو 2012. وفي الوقت نفسه بدأت اعمال انشاء سدين على نهرين موسميين يغذيان نهر النيل هما سد عطبرة على نهر عطبرة وسد ستيت على نهر ستيت وذلك ما بين ولايتي القضارف وكسلا في شرق السودان.


ويأتي الكشف عن العمل في توسيع سد الرصيرص بتكلفة 400 مليون دولار وبناء سدي عطبرة وستيت بتكلفة قدرها 838 مليون دولار في ظل مصاعب اقتصادية منتظرة على اثر فقدان شمال السودان لنصيبه من عائدات نفط الجنوب والتي قدرتها وزارة المالية السودانية بحوالي 36' من اجمالي ايرادات الميزانية السودانية. وينتج السودان 490 الف برميل من الننفط يوميا، يأتي 73' منها من جنوب السودان الذي سيصبح دولة مستقلة اعتبارا من التاسع من تموز/يوليو 2011. وقال وزير الكهرباء والسدود السوداني اسامة عبد الله للصحافيين يوم السبت الماضي عند تدشين المرحلة الاولى من تعلية سد الرصيرص 'بعد اكتمال المرحلة الاولى من تعلية الرصيرص نبشر باكتمال العمل في التعلية والتي هي واحدة من احلام السودانيين الثلاثة والمتمثلة في تعلية الرصيرص والثاني قيام سدي عطبرة وستيت والحلم الثالث قيام سد مروي والذي اكتمل العمل فيه عام 2009'.


واضاف ان تعلية الرصيرص 'ستضيف مساحات للاراضي الزراعية كما انها سترفع الطاقة الكهربائية المولدة من السد بنسبة 50' مما ينتجه السد الان'. ويقول المهندس المشرف على مشروع السد خضر محمد قسم السيد لفرانس برس 'سنضيف عشرة امتار جديدة لارتفاع الجسم الخرساني للسد ليصبح 490 مترا فوق سطح البحر كما ان طول السد سيصبح 25 كيلومترا بدلا من 15 كيلومترا الان. هذه الاضافة سترفع السعة التخزينية للسد من المياه من 3.4 مليار متر مكعب الى 7.4 مليار متر مكعب مما يمكن من ري 3 ملايين فدان من الاراضي الزراعية شمال السد'. ويخزن سدي ستيت وعطبرة 3.2 مليار متر مكعب من المياه يخطط لها ان تروى مليون فدان من الاراضي الزراعية لانتاج محاصيل غذائية ونقدية او صناعية كالقطن. ومن المقرر افتتاح السدين في ايلول/سبتمبر 2015 وهما يبعدان حوالي 600 كلم شرق الخرطوم.
ويستورد السودان من الخارج قمحا بقيمة 1.8 مليار دولار سنويا وينتج فقط 16' من جملة استهلاكه.


وقال وزير المالية السوداني للصحافيين الاسبوع الماضي 'نخطط لرفع انتاجنا من القمح الي 40 ' من جملة استهلاكنا كما اننا نسعى لزيادة انتاجنا من قصب السكر والحبوب الزيتية حتى نسد الفجوة ما بين الاستهلاك والانتاج ومن بعد ندخل في التصدير'. وتمول هذه المشروعات بواسطة عدد من مؤسسات التمويل العربية وهي الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والصندوق السعودي للتنمية، وصندوق ابو ظبي، والصندوق الكويتي للتنمية، وصندوق وبنك التنمية الاسلامي - جدة. وتقوم ببناء مشروعات السدود شركات صينية. والصين هي اكبر مستثمر بالسودان في مجال النفط والانشاءات كما انها اكبر مستورد للنفط السوداني. ومنطقة شرق السودان التي بدأ فيها بناء سدي عطبرة وستيت، من افقر مناطق السودان وفق تقارير برنامج الامم المتحدة الانمائي والتي تؤكد ان 50' من سكانها يعيشون تحت خط الفقر.