موسم الصيف في البحرين ليس موسمًا سياحيًا بامتياز، خصوصًا مع بلوغ درجة حرارة الجو في الخارج إلى ما يقارب الخمسين درجة مئوية، فالبحرين تعتمد بشكل أكبر لجذب السياح على البواخر السياحية التي تزور البلد لساعات أو لأيام، وعلى موسم استضافة سباق الفورمولا واحد، وموسم مهرجان ربيع الثقافة.


السياحة البحرينية تشهد موسمًا خجولا معإلغاء الفورمولا 1 ودرجات الحرارة المرتفعة

البحرينيون يدخرون الأموال، ويضعون خططهم المالية ليتمكنوا من الهروب من لهيب الصيف الحار الذي تتجاوز فيه درجة الحرارة الخمسين درجة مئوية، ليذهب المقتدرون منهم إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والأقل اقتدارًا إلى الدول العربية ذات الأجواء الأقل حرارة كلبنان وسوريا ومصر والأردن.

ومع موجة التغيرات السياسية والأمنية في المنطقة العربية، تحولت وجهات الكثيرين من مصر وسوريا إلى لبنان والأردن، وكذلك إلى تايلند وماليزيا، ودبي في بعض الأحيان، ليس للطافة أجوائها، ولكن لما توفره من برامج سياحية مغرية، ولقربها الجغرافي من البحرين.

إلغاء موسم الفورمولا واحد، الذي يعتبر الموسم السياحي الأكبر في البحرين، كان خسارة للاقتصاد البحريني ككل، فكان من المتوقع أن يحصد الموسم إيرادات تقدر بـ600 مليون دولار، إلا أن الأوضاع الأمنية التي مرت بها المملكة في فبراير/شباط ومارس/آذار، وفرض حالة السلامة الوطنية، استدعت تأجيله، ومن ثم إلغاءه في مطلع يونيو (حزيران) الحالي.

كما إن مهرجان ربيع الثقافة الذي عادة ما ينطلق في مارس (آذار) ويستمر لمدة شهر أو أكثر، ألغي هذا العام للأسباب عينها، وهو أحد العوامل المهمة التي تجذب السياح من الخليج وحول العالم للتمتع بموسم موسيقي، ترفيهي، ثقافي مميز، تديره بجدارة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

ويعمل قطاع السياحة في البحرين على تنشيط سياحة البواخر، وهو ما أكدته القائمة بأعمال الوكيل المساعد للسياحة ندى أحمد ياسين، حيث تصل السفن إلى البحرين كمحطة توقف ضمن جولة إلى بعض دول الخليج العربي، وبلغ عدد السائحين الوافدين إلى المملكة عبر البواخر إلى ما يقارب الـ130 ألف سائح، وقدّرت ياسين، العوائد المالية على البحرين من سياحة البواخر، التي تصل إلى ميناء خليفة بن سلمان، بأنها ستصل إلى 13.4 مليون دينار بحريني.

البحرينيون بدأوا الهروب من لهيب الجو، خصوصًا مع انتهاء فترة امتحانات آخر العام، ولكن الكثيرين الذين لا يستطيعون مغادرة البلد لظروفهم المادية أو لأسباب أخرى، سيجدون في مهرجان صيف البحرين ملاذًا لهم، حيث يستضيف المهرجان عددًا من الحفلات الغنائية والعروض الفنية والبرامج الثقافية.

وكان العاملون في قطاع السياحة في البحرين قد تذمروا من التأثيرات السلبية المباشرة للأحداث الأخيرة على الوضع الاقتصادي في المملكة، ونقلت صحيفة quot;أخبار الخليجquot; عن مسؤولي فنادق قولهم quot;إن القطاع يعد الأكثر تضررًا نظرًا إلى حساسيته الشديدة لأي أعمال عنف أو شغبquot;، مؤكدين أن بعض النزلاء قد بادروا إلى تعليق أو إلغاء الحجوزات في فنادق الخمس نجوم في البحرين نتيجة أحداث اليومين الماضيين فقط، وبالطبع ستكون هناك خسائر أخرى إذا استمرت التظاهرات، وخاصة في ما يتعلق بسباق الفورمولا المزمع إقامته في 11 مارس/ آذار المقبل، أي بعد أقل من شهر.

إلغاء الحجوزات
وأكد رئيس جمعية البحرينية لأصحاب الفنادق والمطاعم احمد سند أن الأحداث الأخيرة تسببت بإلغاء الكثير من الزبائن حجوزاتهم بشكل مباشر في العديد من فنادق البحرين، فيما يتخوف الناس الآن من المجيء للبحرين، وهو ما يؤثر بشكل مباشرفي أعمال القطاع، وبالتالي نتائجه وقدرته على التشغيل.

وأشار إلى أن إلغاء استضافة سباق الفورمولا واحد كان ضربة للقطاع الذي يستعد أشد الاستقبال لهذا الموسم النشط، وأضاف: quot;لا يأتي سائح في بلد مضطرب، وهو ما سينعكس على قطاعات عديدة وليس الفنادق فقط، لأن ما ينطبق على السائح سينطبق على المستثمر وزائر المعارض والمؤتمرات وغيرهاquot;.

وقال سند إن الوضع تحسن الآن، وخصوصًا مع إقبال الخليجيين على البحرين لقضاء الإجازات، quot;إلا أن المواسم التي كنا نعوّل عليها ذهبت مع الريحquot; حسب تعبيره. صيف البحرين طارد للسياح ولأبناء البلد، ولكنه رحّب بعدد من الفعاليات والأنشطة التي تمكن ذوي الدخل المحدود من البحرينيين والخليجيين الاستمتاع به.