يعتقد الخبراء السويسريون أن أوروبا لا تستحق دعم صندوق النقد الدولي بعد معارضة فرنسا أي تدخل سابق لهذا الصندوق في مسائل أوروبية قومية.

خبراء سويسريون يعتقدون أن أوروبا لا تستحق دعم صندوق النقد

برن: يعتقد الخبراء السويسريون أن أوروبا لا تستحق دعم صندوق النقد الدولي، لحل ديونها السيادية، خصوصاً بعد معارضة فرنسا والمصرف المركزي الأوروبي، معاً، أي تدخل سابق لهذا الصندوق في مسائل أوروبية قومية. ويعزي السويسريون هذه المعارضة الى شعور الأوروبيين بالإذلال حيال مؤسسة مالية يكسو الطابع الأميركي عليها. وبالنسبة للدول، التي وقعت سابقاً في أزمة مالية خانقة، كما باكستان وأوكرانيا وايسلندا، فان الحلول التي برزت على السطح، الى الآن، لا سيما في الملف الأيسلندي، غير نهائية بعد.

في الواقع، ثمة عوامل عدة تحض سويسرا على توجيه انتقاد لاذع الى حكومات دول اليورو. اذ ان المماطلة التي يمارسها عمداً المسؤولون الأوروبيون في الملف اليوناني تؤثر مباشرة على أزمة الديون السيادية الأوروبية، من حيث التكاليف المنوطة، بدروها، بملفات تصحيح الموازنات الأوروبية وتمويلها. ان التباطوء الأوروبي في عرض تشكيلة من القرارات المنتظرة تحض صندوق النقد الدولي على التحليق بأدواره خارج الأجواء المعتادة. اذ حتى في غياب ضمانات التمويل، المطلوبة عادة، فان صندوق النقد يبدي استعداده لارسال دفعة أخرى من المساعدات المالية الى حكومة أثينا.

في هذا السياق، يعتقد الخبير كريستوف غوبسر أن أوروبا لا تستحق، اليوم، أي مساعدة من صندوق النقد الدولي. فالديون السيادية الأوروبية لا يمكن ابادتها الا بعد التطرق الى اصلاح البنى المصرفية في منطقة اليورو. فالخبرات المتعلقة بالأزمات المالية السابقة ترسم بوضوح صلة وصل متينة بين أزمة الديون الأوروبية وأزمة المصارف. ما يعني أن الحل ينبغي أن يكون شاملاً. لذلك، ومهما كانت الهبة المالية لصندوق النقد الدولي، فان الأموال الأميركية سوف تتبخر، بين ممر وآخر، قبل وصولها الى اليونان وفق رأي الخبير غوبسر!

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن فرنسا تخشى اليوم اعادة هيكلة الديون اليونانية بما أن الأمر سيؤثر سلباً على مجموعة من المصارف الفرنسية، على رأسها quot;بي ان بي باريباسquot;، التي تعتبر الأكثر انكشافاً، عالمياً، على اليونان المفلسة!

كما يتوقف الخبير غوبسر للاشارة الى أن زعماء أوروبا لم يتحدثوا الى الأسواق المالية كصوت موحد. ما زاد حالة الارباك والقلق في صفوف المشغلين. وهذا ما دفع الفرنك السويسري الى التحليق بقيمته بعيداً جداً عن ماضيه المتواضع.