بعد الهند وروسيا قررت المكسيك ايضا ان تعتمد الذهب كمخزون احتياطي لها وتتخلى بذلك عن الدولار الاميركي، وفي حال تم ذلك فان القرار سيكون بمثابة ضربة قاسية للنقد الاميركي.


سان خوسيه: حسب مصدرحكومي فان القرار الذي صدر عن الحكومة المكسيكية الاسبوع الماضي يعني ايضا ان هذا البلد سوف يستثمر احتياطه الكامل لشراء كميات كبيرة من الذهب، حيث اعلن المصرف المركزي المكسيكي عزمه شراء ذهب بما قيمته 4،5 مليار دولار، وتعتبر هذا الصفقة الاكبر منذ اكثر من 40 عاما.ويقزل نفس مصدر تعيش المكسيك حاليا طفرة لشراء الذهب، والكثير من المؤسسات ايضا تتبع نفس المنهاج. فخلال شهرين فقط تقدم المصرف المركزي المكسيكي بطلبية لشراء حوالي 93،3 طن من الذهب، اي ما قيمته 4،5 مليار دولار ما يشكل اربعة في المئة من كامل مخزونه من النقد الصعب.

وخلف هذه الطلبية استراتيجية جديدة للمكسيك فهيتريد تقليص حجم نقدها الاحتياطي من الدولار والاعتماد على اكثر من عملة اجنبية ومعدن ثمين خاصة بعد ان سجل الذهب ارتفاعا غير عادي خلال العام الماضي وحتى اليوم، لكن تقول مصادر اخرى عليمة ان السبب في ذلك هو ضعف احتياط المكسيك من الدولار وزاد ضعفا بعد تسجيله تراجعا مقابل اليورو منذ مطلع العام الحالي، حيث فقد حوالي عشرة في المئة من قيمته، ونتيجة مشاكل الديون الضخمة للولايات المتحدة الاميريكية يتوفع ان يزيد تراجع قيمة نقدها.

وكانت الصين وروسيا والهند اشترت في السنوات الماضية كميات كبيرة جدا من الذهب، وبهذا انتهت المصارف المركزية في هذه البلدان عقد في التصدي لشراء هذا المعدن النفيس واعتمدت بدلا من ذلك العملات الاجنبية مثل الدولار والسندات الحكومية.وبفضل شراء المصارف المركزية المعدن الاصفر وصلت سعر الاونصة ( وزنها 31 غرام) منه في الاسواق الدولية الى 1500 دولار و ثمن السبيكة الواحدة( 12،4 كلغ) ال600 الف دولار، وامنت المكسيك نفسها بشرائها 7520 سبيكة من الذهب.

وتتحدث الاسواق المالية المكسيكية حاليا عن ضعف للدولار ومخاطر حدوث تضخم مالي عالمي ما سيسبب زيادة في ارتفاع سعر الذهب. والعوامل المسبب لذلك دولية منها الوضع في بعض البلدان العربية ومشاكل الديون في بلدان تعتمد اليورو ما دفع بمستمثرين للتوجه الى الذهب كملاذ امن. وزاد سعرالذهب في السنوات القليلة الماضية ست مرات عما كان عليه ويتوقع خبراء مال احتمال وصول السعر قريبا الى 1600 دولار للاونصة، لكن اذا ما تحسن الاقتصاد العالمي فان الذهب سيشهد تراجعا سريعا، وهذا ما حدث لمعدن الفضة حيث فقد نسبة 21 في المئة.