قضى الرماد المتناثر في أجواء بعض المناطق في الأرجنتين على حوالي نصف مليون من قطيع الخراف في محافظة تشبوت في الجنوب، وذلك بسبب تكاثف طبقات سميكة من الرماد الذي قذفها البركان التشيلي كوردون كول الواقع بين تشيلي والأرجنتين.


رماد بركان تشيلي الأخير يهدد 600 ألف رأس غنم بالخطر

نهى أحمد من سان خوسيه: حسب تقرير رفعه تشبوت بابلو كورن رئيس البرلمان الاقليمي الى الحكومة الفيدرالية في بوينس ايريس، فان هذا الرماد يهدد ما يقارب من 600 الف رأس غنم بالخطر، وسوف يؤثر ذلك سلبًا على الوضع الاقتصادي في المنطقة، اذا لم تسارع الحكومة الى تقديم العون المالي الذي وعدت به، فهي اكتفت حتى الآن بإرسال خمسين الف قناع من اجل حماية السكان في المناطق الريفية وفي المدن التي وصلت اليها سحابات الرماد البركاني.

ويبدو ان الطبيعة تريد معاكسة الارجنتين التي تشهد نموا اقتصاديا سوف يسمح لها بالخروج من دائرة الازمات المالية، حيث ان البركان كوردن كول عطّل مطلع هذا الشهر ولفترة زمنية حركة الطيران فشمل ايضًا جزءًا من استراليا وجنوب اميركا الجنوبية، رغم الحديث اليوم عن عودة الحركة الى طبيعتها.

وتخشى الارجنتين حاليًا من استمرار مخاطر الرماد البركاني، الذي مازال يغطي سماء بعض المناطق، وكان ارتفاع السحب قد وصل الى حوالي عشرة كلم، وما زاد الوضع سوءًا مساهمة الريح في قذف الرماد الى مناطق جبيلة اخرى، وتهديد حركة الطيران الارجنتين مع نيوزلندا، ما سبب خسائر اقتصادية كبيرة.

فحركة التصدير بين البلدن كانت شبه مشلولة أيامًا عدة، ما ادى الى تراجع ايرادات المزارعين، وخاصة مصدري اللحوم، التي تعتبر من اهم المواد التي تستوردها نيوزيلند، وتأثرت ايضًا بالرماد حركة السياح بين البلدين.

ويخشى المسؤولون في الارجنتين تأثير الرماد البركاني اذا ما تجددت السحب على تصفيات كرة القدم لكاس اميركا، وقال رئيس رابطة كرة القدم خوليو غرودونو قد نضطر الى تغيير مواعيد مباريات ستقام في بعض المدن، وهذا يعني خسائر مالية فادحة في قطاع السياحة.

وكانت الحركة الجوية في مطار بيونس ايريس قد تعطلت ايضًا لان سحب الرماد كانت على ارتفاع يشكل تهديدا للطائرات، فيما تعطل مطار ايروبورتوس 2000 جزئيًا، وطال الرماد ايضًا كل من الاوروغواي وتشيلي، وسبب في تنازل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن السفر من الارجنتين جوًا وسلوك طريق البحر عن طريق ريو دا لا بلاتا الى مونتفيديو.

وما يقلق الحكومة الفيدرالية اليوم تأثير الرماد على الوضع في اقاليم اخرى كأقليم بنتاغونيا جنوب الارجنتين، فهناك مناطق صورت من الجو ظهرت منازلها وشوارعها واشجارها مازالت مغطاة بطبقات من الرماد ولحق الدمار حقولاً ومزارع واسعة، ما يهدد مواسم الذرة والقمح، ولم تتمكن الحكومات الاقليمية المتضررة من الرماد حتى الان حصر الخسائر بالكامل.