أصبحت شبكات الربط الاجتماعي، على رأسها توتير، طعماً شهياً للمحللين الماليين والمشغلين في الأسواق المالية، وأولها بورصة وول ستريت. اذ ان الدردشات، التي يقودها الملايين من زوار هكذا شبكات، يومياً، غنية بمعلومات من شأنها اسقاط بورصة واحياء أخرى، مهما كان موقعها حول العالم. من جانبهم، يفيدنا الخبراء السويسريون أن الهدف يكمن في تعقب مزاج هؤلاء الزوار، حول العالم، لاستباق مسار البورصات.


برن:جزء من هذا التجسس يعتمد على برمجيات وكمبيوترات شديدة التقدم. أما الباقي، فهو يتعلق بتحليل تقوده نخبة من مدير المال، حول العالم. بالنسبة لموقع تويتر، فان حوالي 3 مليون مشترك يتواصلون في ما بينهم، يومياً، عن طريق أكثر من 10 ملايين جملة يعتبرها المحللون quot;الجواسيسquot; مرآة مزاج تكفي للتلاعب بالبورصات! وكلما كان مزاج زوار شبكات الربط الاجتماعي هادئاً كلما نجحت البورصات، على رأسها وول ستريت، في تفادي الخسائر، على الأقل. على العكس، عندما يكون هذا المزاج متعكر فان هذه البورصات تقفل يومها التجاري بصورة سيئة. وهذا أمر بدأ يدهش المراقبين الذين يعتقدون أن التجسس على جماهير الشبكات الاجتماعية سيكون عصراً ذهبياً جديدا بالنسبة لشركات دولية، لا تحصى ولا تعد.

في هذا الصدد، يشير الخبير فيكتور كارليني الى أن الأسواق المالية تزداد تعقيداً. مع ذلك، فان رهان هذه الأسواق على quot;ميزان حرارةquot; الشبكات الاجتماعية(كما تويتر)، من حيث ردود فعل الزوار حيال الأحداث المالية وقراراتهم الخاصة بخوض الاستثمارات أم لا، قد يكون ضرورياً لا سيما في فترة ترى تقلبات شديدة ومقلقة لأوضاع البورصات نظراً لتفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية والنمو الاقتصادي البطيء الذي تعاني منه سويسرا على غرار دول اليورو، انما بحدة أقل.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير كارليني بأن البورصات تحتاج الى تعزيز مؤشرات الثقة، قبل توطيد مؤشراتها التجارية. ومن اليوم وصاعداً فان المؤشرات، التي تتجدد وفق مزاج زوار الشبكات الاجتماعية، سيتم أخذها بالاعتبار. اذ بالنسبة لمشغلي البورصات، يتوقف هذا الخبير للقول ان تحمل المخاطر والاستثمار أكيد في حال كان الأفق واعد، على المدى المتوسط. والا، فاننا أمام هروب جماعي من أي عملية استثمار. ولتوطيد استراتيجية الاستثمارات الناجحة، فان عملية التجسس على ما يتداوله زوار الشبكات الاجتماعية، من آراء وتعليقات، لا غنى عنها!