يواجه العرب والمسلمون في كوستاريكا كل عام معضلة إرتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان، وتزداد إرتفاعاً خلاله، ويبرر التجار ذلك بأن رسوم النقل عبر السفن القارية والرسوم الجمركية مرتفعة جداً مما يؤدي إلى إرتفاع أسعار السلع.

سان خوسيه: اذا ما قارن المرء وضع المسلمين والعرب في كوستاريكا قبل عشرين عاماً واليوم يرى الفارق الكبير في الكثير من الجوانب، لا سيما في ما يتعلق ببيوت الصلاة للمسلمين أو المحلات التجارية التي تبيع مواد غذائية عربية. فوجود الكثير من المسلمين وبالاخص من الهند وباكستان والقليل منهم في البلدان العربية مثل فلسطين والاردن واليمن ولبنان( الغالبية منهم من جبل لبنان) مهد قبل اعوام قليلة الطريق لدخول المواد الغذائية العربية وبالتحديد اللبنانية والفلسطينية عبر استيرادها من بلد المنشأ، ما وفر للمسلمين حتى من الشرق الاقصى التمتع بالاكلات الشرقية المعروفة.

الا ان اسعار هذه السلع مرتفعة جدا ويزداد ارتفاعا خلال شهر رمضان، ويبرر التجار العرب ذلك بأن رسوم النقل عبر السفن القارية والرسوم الجمركية في كوستاريكا تجعل الاسعار غالية. مع ذلك تتمتع بعض العائلات المسلمة بتناول طعام الافطار مستفيدة من المسجد الذي بني في العاصمة سان خوسيه قبل عشرة اعوام بمساعدة جمعيات اسلامية وعربية. اذ يقدم المشرفون عليها من بينهم الدكتور الفلسطيني الاصل عبد الرحمن سعسع اثناء شهر رمضان وجبات افطار يتبعها برامج تثقيفية وذلك مرتين في الاسبوع واحد يوم الجمعة. وهذا يساهم في جمع العرب مع الهنود والباكستان ومعظم من التجار في كوستاريكا ومضى على تواجدهم عقود طويلة، وهذه ايضا مناسبة للتحدث في شؤون الجالية المسلمة وتوطيد العلاقات مع الجاليات المسلمة الاخرى في بلدان أميركا الجنوبية.

وتحاول الجالية العربية جمع شملها بقدر الامكان، لانها اصغر الجاليات الاجنبية، لكنها تحتل مراكز اقتصادية مهمة، تحاول عدم تفويت اي مناسبة دينية او اجتماعية للاحتفال، ومنها شهر رمضان وعيد الافطار الذي تتهيأ له بشكل كبير. حيث تتم دعوة بعض الشخصيات من الحكومة الكوستاريكية والمثقفين، واصبح هناك ايضا حضور لعدد من الدبلوماسيين العرب بعد افتتاح سفارات لكويت والاردن ودول اسلامية اسيوية، وذلك بناء على قرار الحكومة قبل ثلاث سنوات بناء قنوات دبلوماسية مع العالم العربي والهند و سنغافورا بسبب النهج الاقتصادي المتطور لديها، مقابل افتتاح سفارة كوستاريكية في القاهرة.

ومع ان اوضاع المسلمين والعرب في كوستاريكا لا باس بها اقتصاديا، لكن لا يرتاد الجميع المطاعم العربية ومعظمها لبنانية التي تقدم وجبات عربية ووجبات خاصة في شهر رمضان، مثل الفتوش والتبولة والحمص، لان اسعارها مرتفعة جدا، ما يجعل زبائنها من الاغنياء العرب والدبلوماسيين. فصحن التبولة مثلا لا يقل ثمنه عن الثلاثة دولار، ونفس الامر ينطبق على اكلات مثل المقلوبة والبامية الملوخية والكبة، ما يعني ان وجبة الشخص الواحد تتعدى الثلاثين دولارا يضاف اليها ثمن الحلوى العربية.

ومقابل هذا الغلاء تحاول بعض النسوة العربيات المقيمات في كوستاريكا أو اللواتي تزوجن من كوستاريكيين سد هذه الفجوة بتقديم بعض الاطعمة بأسعار مهاودة مثل الفلافل والحمص والمتبل. حيث استخدمت بعضهن مواقع في الانترنت للترويج للاطعمة التي تحضرها، حيث لا يتعدى ثمن الوجبة الكاملة العشرة دولارات، ما جعل هذه النسوة منافسات للمطاعم العربية في بعض الاحيان. وتقول السيدة نهاد من لبنان لو كانت المواد الغذائية رخيصة لتمكنت من خفض سعر الوجبة وكسب زبائن اكثر ايضا مواطنين محليين، فثمن علبة الطحينة مثلا يتجاوز الستة دولارات وهي صغيرة لا تكفي لعشرة صحون حمص، لكن ما يحقق الربح هي الحلويات التي يمكن استخدام مواد متوفرة في السوق يجعلها رخيصة بعض الشيء مثل النمورة والبقلاوة. ويكثر عمل تلك السيدات في شهر رمضان وحتى ما بعد عيد الافطار.