موسم التمور كان فعلا استثنائيا لا على مستوى الطاقة الإنتاجية و العائدات المالية فحسب بل الأهم هو أنّ حركة التصدير نحو 64 بلدا في مختلف قارات العالم لم تتوقف رغم ما واجه مسار ثورة الحرية و الكرامة من احتجاجات و اعتصامات و quot; ثورة مضادة quot; .


محمد بن رجب من تونس:الإستثناء الذي حققه موسم التمور في تونس وهو يشارف على الإنتهاء ، برز في الكميات الكبيرة المنتجة في واحات الجنوب والتي بلغت بحسب ما أعلمنا به السيد علي بوعزيزي ممثل المجمع المهني المشترك للغلال بولاية قبلي174125 طنا وبزيادة نسبتها 7.5%مقارنة بإنتاج الموسم الماضي 2009/2010 الذي لم يتجاوز 162 ألف طن من التمور منها 119200 طنا من تمور دقلة نور وهي النوعية المتميزة طعما وشكلا ، وتنقسم هذه الكميات على عدد من جهات الجنوب حيث تأتي ولاية قبلي في المرتبة الأولى على الصعيد الوطني بطاقة انتاجية بلغت 97 ألف طن وهيتعدّ نحو 2.5 مليون نخلة منها 1.8 مليون من نخيل دقلة نور أي 80%من نخيل واحات الجهةثم ولاية توزر بنحو 45 ألف طن وتنقسم الكميات المتبقية على ولايات قابس (25 ألف طن) وقفصة (7125 طنا)وتعتبر تونس البلد العاشر عالميا في إنتاج التمور بعد كل من مصر و السعودية وإيران و الجزائر وليبيا وهي تضع نحو 120 ألف طن من التمور من الإنتاج السنوي للتصدير حيث تأتي المغرب في المرتبة ألأولى بنسبة 28%ثم فرنسا ( 15%) وايطاليا ( 7%) و ألمانيا (6%) و اسبانيا (5%) .

رقم قياسي في تصدير التمور:

لم تتوقف عملية تصدير التمور وتواصلت بنسق حثيث وبالتالي لم تتأثر بما حدث في الأيام الأولى لثورة الحرية والكرامة وهو ما أكدهالسيد علي بوعزيزي ممثل المجمع المهني المشترك للغلال بولاية قبليحيثبلغت الكميات التي تم تصديرها إلى حدود يوم الخميس 21 جويلية الجاري 72491 طنا أي بزيادة نسبتها 10.7%عن الكمية المصدرة في نفس الفترة من الموسم الماضي وبعائدات قيمتها251.608 مليون دينار أي بزيادة نسبتها 10.7%. الكميات المصدرة من التمور التونسية نحو 64 دولة في مختلف القارات وجاءت المغرب في المرتبة الأولى للدول المورّدة لدقلة النور التونسية بنحو 20105 طنا و فرنسا في المرتبة الثانية بكمية من التمور بلغت 11305 طنا ثم ايطاليا 5636 طنا و ألمانيا 3943 طنا و اسبانيا 3771 طنا ووصلت التمور التونسية إلى اليابان و السيشال وكندا و الولايات المتحدة الأمريكية ..

اهتمام بالتمور البيولوجية:

هناك توجه في عدد من الدول على تشجيع الفلاحين التونسيين على انتاج التمور البيولوجية وخاصة اليابان التي زار فريق منها قبل الثورة جهات الجنوب في ولايتي قبلي و توزر لحث الفلاحين في إطار مشروع لتخصيص مساحات كبيرة من واحات النخيل لإنتاج التمور البيولوجية التي وصلت 15 بلدا كما جاء في الموقع الرسمي للمجمع المهني المشترك للغلال وبلغت إلى حدود يوم الخميس 21 جويلية الجاري 2591 طنا و بزيادة نسبتها 1.24%مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي وتأتي ألمانيا في المرتبة الأولى بتصدير 834 طنا ثم هولاندا 421 طنا و فرنسا 404 طنا مع تطور في الكميات المصدرة من التمور البيولوجية التونسية في بلجيكا بنسبة 600%حيث تطورت من 24 طنا في موسم 2009/2010 إلى 168 طنا إلى حدّ الآن في الموسم الجاري وينتظر أن تتضاعف الكميات المصدرة قبل نهاية الموسم الجاري مع نهاية شهر سبتمبر القادم .

منظومة الإسترسال ، إلى متى ؟:

قال السيد علي بوعزيزي ممثل المجمع المهني المشترك للغلال بولاية قبليإنّ منظومة الإسترسال بدأ تطبيقها عند بعض المصدرين في بداية 2007 و لكن البعض الآخر من المصدرين لم يعملوا إلى حدّ الآن بهذه المنظومة الجديدة والمهمة التي يطالب بها الجميع و التي تتمثل في تحديد جهة الإنتاج واسم المجمّع و اسم المصدر على الصناديق التي تعدّ للتصدير في اتجاه البلدان التي تصلها التمور التونسية فمن غير المعقول مثلا أن تنتج ولاية قبلي نحو 60%من المنتوج الوطني للتمور أي نحو 97 ألف طن من التمور بينما يصدر من المخازن المتوفرة في الجهة كمية لا تتجاوز الألفي طن بقيمة لا تتجاوز 8 مليون دينار ويسجل عليها إسم الجهة بينما الكمية المتبقية تصدر من جهات أخرى و تسجل عليها أسماء جهات أخرى فالإنتاج الذي يصدر إلى بلدان العالم يسهم بدون شك في إشهار منتوج هذه الجهة ولذلك ففلاحو ولاية قبلي يطالبون مسؤولي المجمع المهني المشترك للغلال بالعمل على فرض تطبيق منظومة الإسترسال على جميع المصدرين .

الأسعار في ارتفاع و لكن ..:

أسعار التمور في جهات الإنتاج يفرضها قانون العرض و الطلب ولكن لشهر رمضان قانونه الخاص حيث يقبل التونسيون بكثرة على استهلاك التمور حيث لا تخلو مأدبة في شهر رمضان من كمية من تمور دقلة النور وقبل دخول هذا الشهر الكريم يبلغ سعر الكيلوغرام حاليا نحو 4 دولار و ينتظر أن يرتفع إلى 5 دولار أو أكثر بالرغم من توفر المخزون لكن المحتكرين و الوسطاء سيقفون وراء الترفيع في أسعار تمور دقلة نور خلال شهر رمضان .